اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أنه "لاتوجد وصفة سحرية لاجتياز المأزق الراهن في عملية السلام"، معلنة أن المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل سيعود إلى المنطقة قريبا جدا لإجراء مزيد من الاتصالات مع الجانبين. وشددت كلينتون على أن المفاوضات هي السبيل الوحيد لتطبيق حل الدولتين. وتابعت "أستطيع أن أقول لكم إننا نعمل كل يوم لتهيئة الظروف لمواصلة المفاوضات والنجاح".

وقالت إن خطة بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية في غضون عامين جعلت تصور قيام دولة فلسطين أقرب من أي وقت مضى. وقالت في كلمة أمام مجموعة العمل من أجل فلسطين في واشنطن "على الرغم من أن الفلسطينيين لا يزالون يواجهون الكثير من العقبات التي يتوجب التغلب عليها، إلا أنه أصبح أسهل من أي وقت مضى أن نتصور فلسطين مستقلة قادرة على حكم نفسها بنفسها وتحمل مسؤولياتها تجاه شعبها وهذا يعطي الثقة للمفاوضين من الجانبين، والأمل لأولئك الذين تطلعواإليه طويلا".

وأوضحت كلينتون "ليست لدينا أوهام حول صعوبة التوصل إلى حل لقضايا الوضع النهائي المتمثلة في الحدود والأمن والمستوطنات واللاجئين والقدس والمياه.. وليس سرا أننا في فترة صعبة. عندما جاء الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى واشنطن الشهر الماضي لإعادة إطلاق مفاوضات مباشرة عرفنا أنه ستكون هناك انتكاسات وصراعات". وأضافت "موقفنا من المستوطنات معروف ولم يتغير. وتصميمنا على تشجيع الطرفين على مواصلة المحادثات لم يتزعزع". وتابعت "لا نزال مقتنعين بأنهم لو صبروا مع المفاوضات فإنه يمكن للطرفين الاتفاق على النتيجة التي تنهي الصراع، بما يؤدي إلى تحقيق هدف الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة وقابلة للحياة على أساس حدود 1967، مع تبادل متفق عليه، وهدف إسرائيل في دولة يهودية ذات حدود آمنة ومعترف بها وتعكس التطورات اللاحقة وتلبي الاحتياجات الأمنية لإسرائيل.

وقالت إن للدول العربية وشعوب المنطقة "مصلحة قوية في حل هذا الصراع وإن لها أيضا دورا هاما تضطلع به". وأضافت "إنني أقدر عاليا الدعم الذي قدمه قادة الدول العربية والشعوب لإجراء محادثات مباشرة والرؤية المنصوص عليها في مبادرة السلام العربية. وآمل أنهم جميعا سيواصلون دعم الفلسطينيين في جهودهم الدبلوماسية والعمل على بناء الدولة على أرض الواقع. السلطة الفلسطينية بحاجة إلى مصدر دعم مالي أكبر وأكثر ثباتا". وأضافت "آمل أن الدول العربية ستنظر أيضا في كيفية البدء في تنفيذ مبادرة السلام العربية بشكل ملموس لتحويل هذا الاقتراح إلى واقع".

وفي سياق متصل أعلن مسؤول في الرئاسة الفلسطينية أمس أن القيادة الفلسطينية ستطلب رسميا من واشنطن الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 إذا فشلت المفاوضات. وقال نمر حماد المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني "إن هذه الخطوة ستأتي في مواجهة "التعنت الإسرائيلي بمواصلة الاستيطان، وإذا تعذر هذا الخيار سنذهب إلى مجلس الأمن الدولي للاعتراف رسميا من قبل مجلس الأمن بالدولة الفلسطينية".