مطار الملك خالد الدولي البوابة الجوية للعاصمة السعودية الرياض تم تدشينه قبل سبعة وعشرين عاما وتحديدا في نهاية القرن الميلادي الماضي.. قيل عنه في سنواته الأولى إنه من أرقى المطارات العالمية ودرتها وألماستها ووصف بأنه تحفة معمارية فريدة تخوله أن يكون إحدى عجائب الدنيا.. الحق أن المطار في ذلك الوقت كان بالفعل مفخرة قبل أن يتحول حاليا إلى العكس.. الشيء الذي غاب عن فكر واضع الخطط ومصمم المطار استشراف المستقبل ورؤيته بكل أبعاده فلم يضع في حساباته النمو السكاني الرهيب، لذلك شاخ المطار قبل أوانه رغم محاولات الإصلاح والترقيع التي أدت إلى إغلاق بعض المواقف.. وقفل دورات المياه رغم قلتها بالشمع الأحمر إلى أجل غير مسمى.. حركة التجديد "المباركة"! لم تمتد إلى كراسي الجلوس الحديدية التي تكسر الظهور.. وتوقف حركة الدم في الجسم.. وبقيت مواقف السيارات على حالها دون توسعة فلا يوجد فيها مكان شاغر ولو بحجم ثقب الإبرة لتوقف فيه سيارتك. هذا إن كانت رحلتك وسط الأسبوع وفي أيام الدراسة والموظفون في أعمالهم والطلاب في مدارسهم وأنت ذاهب للمطار تتوقع وبتفاؤل كبير أنك ستجد المواقف شبه خالية والمطار "رايق" لتفاجأ لحظة وصولك أن المواقف "فل" ولن تجد لسيارتك الأثيرة لديك ولا حتى رصيف توقفها فوقه.. سيضيع من وقتك نصف ساعة على الأقل قد تكون كفيلة بضياع الرحلة.. أما آخر الأسبوع وأيام الإجازات فانسَ الموضوع ووسع صدرك و"خلك كول".
صالة الدرجة الأولى حكاية أخرى مساحتها لا تزيد عن 120م2 يعني (15م×8م) تقريبا تحتضن كل ركاب الدرجة الأولى للرحلات الداخلية ومثلها للرحلات الخارجية.. تدخل الصالة مرفوع الرأس واثق الخطوة طبعا من حقك فقد دفعت من جيبك مبالغ كافية لتحصل على خدمات أرقى.. وبلمحة بصر تتبدل ملامحك ويدور الرأس وتطير الثقة، فالمقاعد مشغولة بالكامل.. وفرصة الحصول على مقعد شبه معدومة.. وعليك أن تعود إلى الصالة العامة وتلقي بجسدك المنهك على أحد الكراسي "الخرسانية" أقصد الحديدية وتبحر بخيالك المتعب لتدرك حينها أن لا فرق بينك وبين ركاب الدرجة السياحية إلا في حجم مقعد الطائرة فقط.
إذا كانت حال المطار بهذه الصورة في الأيام العادية فكيف سيكون الحال وخاصة ونحن مقبلون على الإجازة الصيفية؟ وكيف سنقابل الطوفان البشري المتوقع بتلك الإمكانات المتواضعة جدا.. أم إننا سنترك الركاب يفترشون طرقات وممرات المطار وكأنهم في حوش محلي وليس في مطار دولي عالمي!!