بخطابه في حفل أهالي منطقة عسير 29 / 7 / 1432هـ أشاد الأمير (خالد الفيصل بن عبدالعزيز) بالدور الكبير للأمير (سلطان بن عبدالعزيز) لتنمية المنطقة عبر زياراته المتكررة لها طيلة العقود الماضية.. وهذه حقيقة كنت أحد شهودها وأتذكر بعض أحداثها.. فبعد استلامه مهام (وزارة الدفاع والطيران والمفتشية العامة) قام الأمير (سلطان) بداية الثمانينات من القرن الهجري الماضي بأول زيارة تفقدية لـ(عسير) على إثر اعتداءات جوية غادرة من حكومة (السلاّل) اليمنية المدعومة بقوات ناصرية حينئذ على بعض مدن المنطقة.

ورافقنا موكبه عبر طرق وعرة وهو يتفقد كل قبيلة بموقعها ويطلع على حقائق الأمور.. وكانت تلك الزيارة فاتحة خير للمنطقة وبداية انطلاقة كبرى لتنميتها وتطويرها إذ بادر بافتتاح (مدينة الملك فيصل العسكرية) واتبعها بـ(قاعدة الملك خالد الجوية) وأفرع القوات المسلحة الأخرى مما أوجد ما عُرف أخيراً بـ(أبها الحضرية) ربطت بين مدن (أبها والخميس وأحد رفيدة) وما جاورها من القرى على مساحة تقارب 400كم2 بخدمات متكاملة.

وتكررت زيارات سموه سنة بعد أخرى بشخصه أو مصاحباً لإخوانه الملوك ولا تخلو أية زيارة من تأسيس أو افتتاح مشروع حيوي يعود بالفائدة للجميع.

ولا أبالغ إذا قلت إنه كان شريكاً بقرار تعيين الأمير (خالد الفيصل) أميراً للمنطقة بداية عام 1391هـ لأن المرحلة كانت أحوج ما تكون لوجوده من أجل النهوض بالمنطقة وإلحاقها بركب الحضارة المعاصرة.

ولا أنسى أنه كان الداعم القوي لتنفيذ مشروع تحلية مياه (البحر الأحمر) وضخها إلى جبال السروات حينما لمس حاجة المواطنين والجيش إلى هذه المادة الأساسية.

والحديث يطول عن مباركته لخطط وخطوات الأمير (خالد الفيصل) لإيجاد سياحة داخلية نقية ورعايته لكثير من مهرجانات (أبها) وملتقياتها الثقافية وتبرعه بمبالغ طائلة لإقامة كلية السياحة وعدد من الجمعيات ومراكز الإسكان الخيرية إضافة إلى أرض ثمينة أقامت عليها (مؤسسة عسير للصحافة والنشر) مقرها الدائم.. وعندما رأت القيادة الرشيدة نقل الأمير (خالد الفيصل) لمنطقة (مكة المكرمة) بارك تعيين الأمير (فيصل بن خالد) خلفاً له وواصل زياراته المباركة ولمساته الحانية لها حتى حجبه العارض الصحي الذي نضرع إلى الله تعالى بكل صلاة أن يلبسه أثواب الصحة والعافية وأن يعيده لوطنه الغالي عضداً وعوناً لأخيه الملك المفدى ومواصلاً مسيرته الإنسانية.

وأتمنى على (جامعة الملك خالد) إعداد دراسات توثيقية عن هذا الدور الجليل لسموه تصدرها بالتعاون مع صحيفة (الوطن) للذكرى والتاريخ وعرفاناً ببعض ما يستحقه (أبو خالد).