قرأت في هذه الصحيفة أن نجم النصر والمنتخب السعودي السابق فهد الهريفي يتطلع إلى دعوة فريق برشلونة الإسباني للمشاركة في مهرجان اعتزاله، مشيراً إلى أن ذلك يتطلب توفير 1.3 مليون يورو.
ورفض الهريفي محاولة البعض تصوير الحملة التي دشنتها جماهير النصر قبل أسبوعين لجمع تبرعات تمت الدعوة إليها عبر المنتديات الإلكترونية والجوالات لإقامة مهرجان اعتزاله بأنها غير قانونية، لعدم وجود تصريح رسمي لها من جهة حكومية، وقال "لم أوافق على طلب الجمهور إطلاق الحملة إلا بعد أن حصلت على التصريح الرسمي من إمارة منطقة الرياض".
ومن ضمن ما قاله الهريفي "عرضت علي جماهير الشمس الفكرة الثلاثاء الماضي، واجتمعنا بعدها بيومين ولم أكن متحمساً للفكرة لأنها سبق أن فشلت من قبل عندما أراد الجمهور جمـع تبرعات لدعم مهرجان اعتزال زميـلي الدولي ماجد عبدالله، وكذلك التعاقد مع لاعبين أجانب للنادي، لكنني اقتنعت برغبة الجماهير بعدما لمست حبهم وعشقهم لهذا الكيان ونجومه الذين خدموه، غير أنني أرجأت البدء بها حتى أحصل على ترخيص رسمي، وبالفعل توصلت إليه عن طريق إمارة منطقة الرياض ".
وعن تنظيم العمل لتنفيذ الفكرة، أشار الهريفي إلى أن جمهور النادي شكل لجاناً عدة في مختلف مدن ومناطق المملكة لإدارة الحملة كالوسطى والشرقيـة وعسير وجدة، وقام بمقابلة أعضـاء الشرف دون تدخل منه بأي شكل من الأشـكال، ثم طلبوا منه إعطاء رقم حساب بنكي ينشر في المنتديـات والجوالات، وبدأ تدفق المبـالغ... الخ".. (انتهى)
كنت أتمنى لو أن اللاعب فهد الهريفي ذهب إلى إمارة الرياض ليستخرج تصريحاً رسمياً يخص تسجيل حساب بنكي جديد يخص حملة تبرعات لإنشاء مستشفى لعلاج السرطان مثلاً أو للكلى أو تجهيز مراكز علاجية صغيرة ومتطورة في القرى البعيدة! لكنه فضل أن يجتمع بجماهير فريقه المحبة له ولتاريخه الكروي الجميل كلاعب فنان في وسط الملعب من أجل قيادة وتنظيم حملة تبرعات تكفي لحضور برشلونة الإسباني ولعب مباراة واحدة فقط مقابل أكثر من 6 ملايين ريال سعودي!!.
إنها مهزلة جديدة من مهازل البطر الرياضي والفشخرة الكدابة والمشكلة أن يسهم الجمهور أي المجتمع في عبث كهذا!! وفي الوقت الذي كان الهريفي يقوم بعمل اللقاءات الصحافية والتلفزيونية والإلكترونية لدعم الحملة إعلامياً، كانت الإعلانات الفضائية الخاصة بمستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال في مصر تتواصل في القنوات العربية وهو المستشفى الذي بني وجهز وعالج المئات من الأطفال في سنوات قليلة، والذي يتخذ من رقم حساب البنك اسماً له، وقد ابتدأت حملة التبرعات رافعة شعار "اتبرع لو بجنيه" واستجاب المجتمع المصري بكل فئاته ونجحوا في إقامة مشروع إنساني كبير أعاد البسمة لأطفال أبرياء ابتلوا بهذا المرض الخبيث، ومنهم من تعافى بفضل الله ورحمته ثم بفضل وعي المجتمع وتحضره وإيمانه بدوره المهم والكبير في صناعة وضع أفضل عبر المبادرة وعدم انتظار كل شيء من الحكومة!!
وبالنسبة لحفلات الاعتزال لا أدري متى ستتوقف أو تتوقف المطالبة بها والدعوة إليها، فهناك لاعبون عالميون كبار ملأوا الدنيا فناً وشهرة وإبداعاً مثل (سقراط، مارادونا، زيدان) كانوا نجوماً مؤثرين مع أنديتهم ومنتخبات بلدانهم وإذا ما جاءت اللحظة الحاسمة بالرحيل عن الملاعب أعلنوا ذلك بهدوء ودون أن يسعوا إلى إعداد حفلات أو كرنفالات اعتزال كما يفعل نجومنا وآخرهم الهريفي الذي انتهج أسلوباً عجيباً ولا يليق به كنجم مؤثر، وكان بإمكانه أن يقود حملة إنسانية لصالح الناس ففي بلادنا آلاف مؤلفة من الفقراء والمحرومين والعاطلين والمديونين والمرضى الذين لا يجدون ثمن العلاج!! لا أن يطلب التبرع من الناس والجماهير المهووسة بكرة القدم فقد نجد مشجعاً لا يملك قوت عشائه كل ليلة ومع ذلك ربما يتصرف ويوفر أو يبيع شيئاً لكي يدعم حفل اعتزال الهريفي ليأتي هذا الأخير (يبعزق) ملايين الآخرين على ناد غني وكل نجومه ملتي مليونيرات!!