أكد الدكتور مبروك بن علي عسيري أن الأمن الفكري هو السياج الحصين للشباب وللمجتمع عامة من الأفكار الضالة، منتقداً في الوقت نفسه اهتمام بعض وسائل الإعلام بصناعة الحدث أكثر من الاهتمام بالأمن والاستقرار الوطني.

واستعرض عسيري خلال محاضرته عن "الغزو الفكري والأمن الوطني"، بنادي حائل الأدبي أول من أمس، التي أدارها عضو مجلس إدارة النادي علي العريفي، حال الجزيرة العربية قبل توحيد الملك عبدالعزيز، وقال: إنها كانت تعاني الفقر والتشرذم وتفرق الأقاليم، واستذكر في سياق حديثه عن دور الملك عبدالعزيز في توحيد الجزيرة العربية، مقولة الرئيس الليبي معمر القذافي في رده على BBC: "ليت عندنا عبدالعزيز ثاني يوحد الأمة العربية".

وعن ما وصفه بـ"الإعلام المغرض" قال عسيري: لقد بلغ السيل الزبى من الإعلام المغرض وزبانيته وهرطقاته من المتنطعين والمتشدقين الذين هم أقرب إلى السفه من الفقه، الخارجين عن اجتماع الأمة، والذين لا تتعدى نظرتهم أرنبة أنوفهم وهم يتحدثون باسم الدين تارة، باسم الوطنية تارة أخرى، ويهدفون إلى زعزعة الأمن والاستقرار الوطني، وختم محاضرته بقصيدة بعنوان "يوم التوحيد". بعد ذلك انطلقت المداخلات بتساؤل الدكتور فهد العوني حول التقسيمات والتصنيفات وهل هي من الغزو الفكري؟، وهل هي خطر على الأمن أم إنها ملهيات عن الأوضاع الأخرى؟، فرد عسيري بأن التقسيمات من الأسباب التي تشكل خطراً على المجتمع، وقد أصبحت (تبيض وتفرخ) وهي من أسباب الخطر على الأمن الوطني.

ثم تساءل محمد المديني عما إذا كان الغزو الفكري شراً كله؟، فرد الدكتور عسيري بأن الغزو الثقافي ليس له وجه جميل، وله تخطيط استراتيجي، فيما قال خلف الحشر في مداخلته: إن هناك نوافذ مفتوحة على الوطن يتسرب الغزو الثقافي منها، ومن هذه النوافذ الزواج والبطالة، فأكد عسيري أن البطالة لها دور في زعزعة الأمن الفكري.

وطالب المهندس حسني جبر في مداخلته بأن يطرح موضوع الغزو الفكري بشكل أعمق ويتناول جميع الجوانب من الضوابط والأسباب والآليات، أما عبدالله السلمان فقال في مداخلته: إن التحصين ضد الغزو الفكري مسؤولية الجميع وأعظمها يقع على وزارة الثقافة والإعلام ووزارة التربية والتعليم، وتابع السلمان: إن لدينا في التعليم العام مناهج كثيرة ترهق الطلاب وتكاد تخلو من موضوعات تعالج الموضوعات الوطنية سوى موضوع أو موضوعين، وأكد أن مسابقة اليوم الوطني التي نظمها أدبي حائل قبل أيام كشفت عن أن الطلاب يحفظون أغاني طيور الجنة أكثر من النشيد الوطني.