أكد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي أن المملكة لم تستغل سوى 70% من مواردها النفطية في الإنتاج، مبرهناً على ذلك بقدرة المملكة على توفير الإمدادات الكافية للسوق في العقود القادمة.
وقال النعيمي في مؤتمر صحفي أمس، على هامش افتتاح الندوة الدولية للطاقة المنعقدة في الرياض بمناسبة مرور 50 عاما على إنشاء منظمة أوبك "تخيلوا لو استغللنا 71% أو 72%... نحن نتكلم عن بلايين البراميل الإضافية في هذه الحالة".
وأوضح أن عصر استخراج البترول بسهولة لم يولِ، حيث ما زالت هناك في المملكة حقول نفطية لم تستغل بالكامل ومنها حقل الغوار.
وتساءل النعيمي: كيف نقول إن عصر البترول السهل انتهى، ولدينا في الغوار بمفرده احتياطي يقدر بنحو 88 مليار برميل من النفط؟
وتحاول المملكة من خلال جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية أن توجد حلولاً جديدة لتطوير الطاقة البديلة من خلال إنتاج الوقود من ماء البحر، بعد إضافة ثاني أكسيد الكربون إليه.
وفي هذا السياق، قال وزير النفط السعودي "نحاول الاعتماد على تقنية احتجاز ثاني أكسيد الكربون وإضافته إلى ماء البحر، فهذه الطريقة الوحيدة أمامنا، فنحن لا نمتلك ذرة لننتج منها وقودا حيويا كمصدر بديل للطاقة، ولا يوجد لدينا ماء يكفي لإنتاج الذرة في الأساس".
أكد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي أن المملكة ستبقى أكبر دولة مصدرة للبترول في العالم وصاحبة أكبر احتياطي بترولي وطاقة إنتاجية خلال السنوات المقبلة.
وقال النعيمي خلال افتتاح الندوة الدولية للطاقة بمناسبة احتفال منظمة أوبك بمرور 50 عاما مساء أمس في الرياض:"إن الأهم من ذلك هو سياسة المملكة تجاه هذه الثروة، وبتوجيهات واضحة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فإن الهدف الأول هو تسخير هذه الثروة لخدمة الشعب السعودي وأجياله المقبلة ، أما الهدف الثاني، ومن منطلق السياسة العليا للمملكة المتمثلة بالاهتمام بالسلم والتعاون والرخاء العالمي، فهو اتباع سياسة بترولية معتدلة، ومتوازنة، تركز على المصالح المشتركة، وعلى استقرار السوق، وتحقيق العوائد على المدى الطويل، وليس تحقيق عوائد مؤقتة أو آنية"، مشيرا إلى أن المملكة، تعمل من منطلق أن جميع الدول الأعضاء ذات سيادة، ومتساوية في المسؤوليات، والالتزام بالقرارات التي تنطلق من مصالح مشتركة للأعضاء.
فيما أعلن النعيمي خلال مؤتمر صحفي على هامش الندوة أن الارتفاع غير المعقول في أسعار البترول نتيجة المضاربات الحادة ، مشيرا إلى أنه ليس في صالح المنتج والمستهلك وحتى المستثمر .
وأوضح أن ارتفاع الأسعار يؤثر على معدلات الطلب ، مبينا أن الأسعار الحالية التي تتراوح بين 70 و80 دولارا للبرميل تمر بمرحلة رضا من قبل أعضاء المنظمة.
وأشار إلى ضرورة توفير جميع مصادر الطاقة للعالم أجمع وقال: "المملكة تعمل على تطوير مصادر بديلة للطاقة تعتمد على الرياح والوقود الحيوي والطاقة الشمسية".
وقال: "يجب أن نبعد فكرة أن النفط السهل قد انتهى في المملكة ، مبينا أن العمل الحالي هو تنويع حقول الإنتاج".
من جهة أخرى قال أمين عام المنظمة عبدالله البدري أن نسبة التزام أعضاء أوبك بكميات الإنتاج تبلغ 61% خلال الفترة الحالية ، داعيا الدول إلى زيادة الالتزام بالحصص المتفق عليها.
وأوضح أن المملكة بصفتها دولة مؤسسة تؤمن بأهمية المنظمة ودورها الإيجابي عالمياً، قررت تنظيم احتفال خاص بهذه المناسبة، تشارك فيه الصناعة البترولية العالمية من خلال هذه الندوة والمعـرض البترولي المصاحب لها.
وأكد النعيمي أن "أوبك" تطورت خلال السنوات الخمسين الماضية، وتفاعلت مع التغيرات في النظام الدولي، سياسياً، واقتصادياً، وفي صناعة وسوق الطاقة ، وقال "لعل أهم هذه التطورات، هو نضجها لتكون منظمة عالمية للطاقة، وليس مجرد منظمة لبعض الدول المصدرة للبترول، ومن هذا المنطلق فإنها تستند فيما تتخذه من سياسات، على العوامل الاقتصادية وبالطرق العلمية، بعيداً عن الجوانب والاختلافات السياسية والأيدولوجية بين أعضـائهــا، أو على المستوى الدولي، بشكل عام".
من جانبه قال مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال الافتتاح أمس : إن للمملكةِ دورا تاريخيا في تأسيسِ منظمةِ أوبك، وفي تقديم الدعم المتواصل لتكونَ منظمةً دوليةً تضطلعُ بمسؤولياتِها تجاهَ الدولِ الأعضاءِ بشكلٍ خاصٍ، وتجاهَ الدولِ المنتجةِ والصناعةِ البتروليةِ بشكلٍ عام ولتسهمَ كذلك في دعمِ الاقتصادِ العالمي جاعلةً من البترولِ طاقةً للبناءِ والعمران.
وأضاف "إن هذا ما عبَّر عنه خادمُ الحرمين الشريفين في كلمتِه التاريخيةِ التي ألقاها في قمةِ أوبك الثالثةِ التي شهدتْها مدينةُ الرياض في 2007 ، حيثُ أكدَّ أن أوبك تتصرفُ دوماً من منطلقِ الاعتدالِ والحكمة، ومدِّ جسورِ الحوارِ مع الدولِ المستهلكة، ولم تُغفِلْ مسؤولياتِها تجاهَ الدولِ الناميةِ ومكافحةِ الفقر".