تسقط الهالة، عن أي مسؤول، عندما يحتكم للغة أبناء الشوارع، فكيف إذا كان من يفقد احترامه، مَن منحته صوتك، عبر وكالة رسمية نسميها صناديق الاقتراع.

بالأمس، كانت مسرحية البرلمان اللبناني مستمرة، وهي ستستمر اليوم، وبعد ظهر غد للانتهاء من مناقشة البيان الوزاري ومنح الحكومة التي شكلها نجيب ميقاتي الثقة.

طيلة اليومين الماضيين، تحدث النواب من كل الفرقاء، وحاذروا الخوض في ما يعتبر استفزازا للطرف الآخر. إذ لا أحد يريد أن يكون البادئ بتفجير الجلسات. ومع هذه التحفظات، وجدت محاولات كثيرة لجر الأطراف إلى الخلاف، ولكن رئيس المجلس نبيه بري استطاع بأسلوبه الضاحك والحازم في الوقت نفسه استيعابها.

ولأن الحذِر لا بد أن يقع في المطب، أو بالأحرى في الكمين الذي رُسم وخُطط في مكان ما، وقع به نائبان هما بالتأكيد على خلاف في التوجهات السياسية، ولكنهما حتما متفقان على الطريقة التي أوصلتهما إلى البرلمان. فالتحدي وإبراز العضلات اللسانية كما الجسدية هو الأسلوب الذي يمكن لأي منهما البقاء في منصبه ولو على حساب بعض الدم الذي يسفك، أو الذي سفك خارج قبة البرلمان.

إنها الطريقة المثلى التي تمكن أصحاب الشأن والنفوذ، أن يبقوا حيث هم، فيما أنصارهم يرزحون تحت أعباء الحاجات اليومية، لا يأبهون لمصيرهم ومستقبلهم، بقدر ما يصفقون للزعيم.

النائبان اللذان تجادلا وكاد الأمر يصل بينهما لاستخدام لغة الأيادي على الطريقة الكورية، سيقبضان ثمن كلامهما، وعلى بسطاء الناس أن يعوا ذلك، وأن يحاسبوا متى يحين وقت الحساب.