ما بين (أبشر) نيشان، البرنامج المذاع في الـmbc1 و(بشرى) الدكتور فيل، البرنامج المنقول في الـmbc4 مسافة كبيرة اسمها الإنسان.
لا يوجد تشابه بين البرنامجين سوى تحقيق الأمنية، والأمنية عزيزة حين لا تستطيع تحقيقها وأنت مكسور حين تكون هي الجبر في حياتك.
في برنامج الدكتور فيل يلتقي هذا الدكتور الذي يصغي جيداً وفي جيبه الحل للموجوعين من المجتمع الأميركي.. هو لا يقدم المأساة إلا لكي يدفنها.. لا يترك الأوجاع أوجاعاً في نهاية كل لقاء. أستوديو بسيط وكراسي متقابلة وجمهور بسيط بينهم زوجته، يقابل الدكتور فيل شابا مدمنا أو موهوبا أو فقيرا لا يستطيع طلاء منزله أو باحثا عن عمل والكل يأتيه بعد أن ضاقت جهاته الأربع.
يسمع الدكتور فيل الحالة ويطرح الحلول بمساعدة صاحب الحالة، ومن ضمن الجمهور يحضر ممثلو مؤسسات خيرية ومجتمع مدني.. بعد أن يقول الضيف مشكلته يجد من يتكفل بها.. من يتكفل بكتابة نقطة التحول ويصبح الأستوديو حالة عارمة من الفرح، ينتهي اللقاء، ينصرف الدكتور وتنهض زوجته من الجمهور مبتسمة يأخذ بيدها ويمضي في رسالة عميقة مفادها أن الإنسان هو النجم، والنجومية نفع الآخرين أو إيصال الناس إليها بمسحة كريمة لا تستثني الجروح عن بعضها وتتحقق الأمنية.
في الجانب الآخر أستوديو ضخم ودعاية جبارة لبرنامج اسمه "أبشر" ومذيع اسمه "نيشان".. تشعر أنه يتعب من ابتسامته التي تصل طوال البرنامج لحد ضحك مصطنع، ويزداد "الكركتر" بالجل واللطف الباذخ.. البرنامج يستضيف فنانا مشهورا أو فنانة مشهورة من أثرياء الطبقة المخملية. وكنموذج لبرنامجه يستضيف أليسا ويدخل معها وغيرها من الضيوف في تفاصيل باهتة عن حياة لم يعد لها من أثر سوى قلق بقية العمر، ويستضيف شلة النجم.. تمدحه وتظهره ملاكاً فجأة. بعدها يسأل أليسا عن أمنيتها، فتقول زيارة لجزر البندقية، فيصرخ نيشان (أبشرررر)، ولأنه يعرف أن أليسا امرأة فهو لا يعرف أن يقول أبشري!
هناك الأمنية أغنية للفقير والمريض، والموهوب أغنية لا ينسى لحنها مدى العمر..
وهنا أماني الفنانين ترف لا يضفي شيئاً وليس أمنية، إنما كالجل الذي أوقف شعر المذيع نيشان وكابتسامته وكجمهوره و كدعاية البرنامج!