وضعت طفلة في الثامنة لمستها العفوية، لتمتلئ القاعة بابتسامات ودودة جعلت من حفل إطلاق أسبوع توعوي عن الرضاعة الطبيعية في مركز صفوى مختلفاً وبهيجاً. هذا ما حدث صباح أمس، حين جاء دور الطفلة "نور حسن"، لتلقي قصيدة معتمدة على ذاكرتها في الحفل الذي حضره مساعد مدير عام الشؤون الصحية بالشرقية الدكتور خالد التركي، وعدد من مسؤولي الصحة الوقائية بالشرقية.

وبعد تمهيد قصير من عريفة الحفل الممرضة تكتم سعيد صعدت الصغيرة "نور" إلى المنصة، وراحت تنشد أمام الجمهور الكثيف: "جزاك الله خيرا أرضعيه.. شراباً سائغاً لا ريب فيهِ, حليبُ الأم يا أختاه نبعٌ.. سماويٌ فلا تستبدليهِ, غذاء كامل الأركان خال.. من الأدران.. طفلك يرتضيه".

وقال القائمون على الحفل إن برنامج التوعية الصحية يستمرّ أسبوعاً، لكنه تدشين لبرنامج مطوّل مدته عام كامل، في جميع المراكز الصحية. وحسب البرنامج فإن هناك أمهات سوف يتمّ تكريمهنّ احتراماً لاقتصارهن على الرضاعة الطبيعية في تغذية أطفالهن، وقد تمّ اختيارهنّ بدقة. وقد تحدّث في الحفل عدد من المسؤولين. ولكن المشرف الفني على المراكز الصحية بصفوى الدكتور محمد سعيد الزاير نبّه إلى ما أن سوء التغذية يقف وراء 30 % من وفيات الرضع حول العالم, بينما تعتبر الرضاعة وقاية من الأمراض المعدية, والحساسية, و ضعف المناعة في المراحل التالية من الحياة, كما أن لها فوائدها المعروفة لكل من الأم والطفل.

وأشار إلى إحصاءات عالمية تقول إن عدد الأطفال الذين يتمون الرضاعة حتى الشهر السادس يشكلون نسبة لا تتجاوز 38% فقط من إجمالي الرضع. وأوضح أن ثلث الأطفال معرض للموت بسبب عدم الرضاعة الطبيعية, حيث إن الرضاعة في أول ساعة بعد الولادة تقي 22% من الرضع من الموت.

أما الدكتور خالد التركي فقد نبه إلى أن الأطباء لا يطالبون الأمهات بإكمال "حولين كاملين" في الرضاعة، بل يمكن الاكتفاء بالشهور الأولى فقط حتى الشهر السادس. كما أشار إلى وجود تحديين يواجهان الرضاعة في المملكة أولهما البدء في الرضاعة واستمرارها بعد ستة أشهر. لافتاً إلى أن نسبة الأمهات اللاتي يلتزمن بها تتجاوز 60%. أما التحدي الآخر فهو قطع الرضاعة بعد الشهر السادس وإضافة مواد للحليب الصناعي وهو سلوك يجب تغييره عن طريق التوعية الجماعية والفردية.