يُعول غالبية الوسط السياسي اللبناني على عودة المظلة السعودية ـ السورية لتعيميم مناخ التهدئة والحوار على قاعدة المبادئ التي أرستها القمة السعودية- السورية – اللبنانية الأخيرة في بيروت. وقالت مصادر سياسية في طرفي الأكثرية والمعارضة "مع توجه الرئيس السوري بشار الأسد إلى الرياض اليوم في زيارة للمملكة للقاء خادم الحرين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز فإن الأمل بأن يكون الوضع المأزوم في لبنان موضع عناية الزعيمين".
وفي السياق نفسه تستمر الأزمة القائمة حول مطالبة المعارضة وفي مقدمتها حزب الله بإحالة ملف شهود الزور في قضية التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري إلى المجلس العدلي. وترفض الأكثرية بشدة ذلك الطلب معتمدة على تقرير وزير العدل إبراهيم نجار وخبراء القانون. وتنتظر هذه الأزمة الجلسة المقبلة للحكومة لمعرفة التداعيات المحتملة لذلك على الساحة السياسية وسط تأكيدات من مصادر مقربة من القصر الرئاسي "بأن الحبل لم ينقطع بين الطرفين وأن جهودا كبيرة تبذل للوصول إلى توافق ينهي الأزمة".
وفي الإطار نفسه بدأت المعارضة تنسيقا عالي المستوى حيث عقد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ورئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون اجتماعا لتنسيق المواقف في مجلس الوزراء. وفي المقابل قال النائب في كتلة نواب المستقبل عمار حوري إن "وزراء الأكثرية سيذهبون بكل انفتاح إلى الجلسة مسلحين بتقرير وزير العدل إبراهيم نجا، ونتمنى ألا نصل إلى التصويت بل أن نعتمد الحوار الهادئ". وقال الوزير عدنان السيد حسين "من قال إنّ ملف شهود الزور فارغ، فتقرير وزير العدل أكد وجودهم، وهناك مبدأ في القانون هو أنّ الفرع يتبع الأصل والأصل هو هذا الملف".
إلى ذلك زار السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني في دار الفتوى ناقلا "حرص المملكة على تعاون اللبنانيين جميعاً لوأد الفتن وبث روح الأمان والطمأنينة في نفوس اللبنانيين وتعزيز وحدتهم بالحوار والتلاقي، لتجنيب وطنهم الصراعات".
من جهته، أكد قباني أنَّ "دار الفتوى تقوم بدور فعال ومؤثر في إشاعة أجواء الأمان وتجنيب لبنان أسباب الفتنة ومسبباتها بالتعاون مع كل اللبنانيين، وهي تدعو مختلف القيادات السياسية والدينية إلى تحمل مسؤولياتها في هذه المرحلة الحرجة بالحوار والخطاب السياسي المعتدل "الذي يطمئن اللبنانيين إلى أن لا صراع ولا فتنا داخلية بينهم، وإبقاء الاجتهاد السياسي في حدوده السياسية وعدم تجاوزه ليمس المشاعر التي تنزلق بهم إلى الفتن".