بين رائحة القهوة وأصوات الملاعق والأطباق، استدعت الشاعرة سارة الخثلان ذاكرتها على مائدة وسط حضور تجاوز 43 سيدة وفتاة في أحد مقاهي مدينة الخبر، صباح أول من أمس، لدى استضافتها في اللقاء الثالث لـ "إفطار الناجحات" الذي تنظمه مجموعة من الناشطات الاجتماعيات في المنطقة الشرقية.
"أحب الخير، أحب الهيل، أحب الناس".. بهذه الكلمات بدأت الخثلان حديثها بكلمات تعكس روحها المتواضعة، قبل أن تقرأ للحاضرات مقاطع من شعرها.
وفي وسط اللقاء كشفت الخثلان أسرار طفولتها حين كانت تستخدم قلمها سلاحاً في العديد من المواقف، وتحدثت عن أول قصيدة كتبتها، كاشفة عن أنها كانت قصيدة "هجاء مهذب لوالدها".. وتروي القصة بأنها قامت هي ومجموعة من رفيقاتها بتغيير مجرى ماء السقيا في مزرعة العائلة بقرية "الحريق"، حيث نشأت الشاعرة الخثلان..
وأضافت أن والدها غضب من هذا العبث الطفولي، وعزم على عقابها. لكنها سبقت العقاب بكتابة القصيدة "الهجائية المهذبة"، ثم قرأتها عليه، ليتحوّل الغضب إلى موقف طريف بين أب وابنته، ومن ثم صدور عفو "أبوي" عن الفتاة المشاغبة.
وقالت الخثلان "تعلمت فك الحرف من أمي حيث لم يكن في "الحريق" مدرسة بنات". وأضافت "غامر أبي وقتها وأسس أول مدرسة أهلية في الحريق لأتمم بها دراستي الابتدائية". وقالت الخثلان إنها تزوجت وهي في سن الـ 13 عاماً" وانتقلت، بعد زواجها مباشرة، إلى العيش في مدينة الدمام، لتنبعث في هذه المدينة الشرقية رغبة الكتابة التي وجدتها "وسيلة وأداة للتفريغ عما يكمن في النفس". كاشفة عن تحيزها ومحبتها للغة العربية بالرغم من أن لديها نصوصاً تُرجمت إلى اللغة الإنجليزية.
وتطرقت الخثلان عن منتداها الثقافي النسائي الذي تعتبره أول منتدى نسائي في المملكة، وأسسته تحت اسم "الأربعائيات" عام 1418هـ، حيث عزمت ومجموعة من صديقاتها للتحاور الأدبي، واتخذت من منزلها مقرّاً، و "بدأ الملتقى بـ6 سيدات، لكنه صار يستقبل عشرات الشخصيات الأدبية والأكاديمية والتشكيلية.
ودعت الخثلان الفتيات إلى الكتابة عبر مواقع الإنترنت في البداية وجعل الناس تحكم على كتاباتهن، منتقدة المرأة التي تخجل من إظهار إبداعها.