تختلف العادات والتقاليد في دعوات الزواج.. في بعض مناطق المملكة الذين يوجهون دعوات الزواج هم أهل الفتاة وهم الذين يتكفلون بمصاريف المناسبة.. مناطق أخرى الذين يوجهون الدعوات هم أهل الشاب.. وفي كلتا الحالتين يتكبد منظم الحفل مصاريف كثيرة جدا، تجبره عليها هذه التقاليد والعادات التي لم ينزل الله بها سلطانا!
قبل أيام وصلتني رسالة جوال من أحد الأصدقاء يدعوني لزواج أحد أبنائه.. لم يلفت انتباهي شيء.. فالناس هنا يدعون لزواج أبنائهم.. الذي لفت انتباهي هو صيغة الرسالة: "بمناسبة زواج ابني الشاب... أدعوكم لحضور حفل الزواج العائلي الذي سيقام في استراحة..."
توقفت لحظة أمام الرسالة.. فالرجل قادر على أن يقيم احتفال الزواج في قصر أفراح كبير لمدة أسبوع لو أراد.. لكنه يدعوني لزواج عائلي في استراحة صغيرة.. بل ويوجه الدعوات عبر رسائل جوال!
اتصلت به مهنئا ومعتذرا لوجودي خارج المنطقة، وفي سياق الحديث قلت له: أهنئك على هذه السنة الحسنة والفعل الحميد.. لكن ما الحكاية.. كيف امتلكت الجرأة وسط مجتمع يقدّس كثيرا عاداته وتقاليده؟!
قال لي: أنت تعرف أنني قادر بحمد الله على إقامة حفل زواج باذخ، لو أردت وأستطيع طباعة أفخر الدعوات.. وأحضر الفرق الشعبية للرجال والنساء.. وأستطيع أن أذبح الذبائح وأكدس المقبلات والحلويات والفواكه والمشروبات وأحرق طنا من العود الكمبودي.. لكنني كثيرا ما كنت أمقت هذه المظاهر والابتذال والبهرجة.. كنت أتألم بشدة حينما أرى هذا الإسراف المنهي عنه شرعا.. ازدادت قناعتي بأننا على خطأ، وأنه لا بد من المبادرة إلى علاج الخطأ والقضاء على هذه التقاليد السيئة.. فأردت أن أبدأ بنفسي، وأنفذ ما أؤمن به حقاً".
الخلاصة: حينما يبدأ القادرون والأغنياء على سن هذه السنة الحسنة، سيسير المجتمع خلفهم.. ولن يجد المجتمع حرجا من الاقتداء بهم..
ولو تزوجت مرة أخرى ـ لا سمح الله ـ لا تنتظروا أن تصلكم دعوة الزواج، لأنني سأجعله زواجا عائليا!.