جدد رئيس مجلس إدارة جمعية القلب السعودية الدكتور هاني كمال نجم أمس تأكيده على صحة نزع الأجهزة الطبية عن المرضى المتوفين دماغيا بعد اتباع البروتوكولات العلمية المحكمة مستندا على فتوى الشيخ عبدالعزيز بن باز، واستحسن نجم عدم مناقشة مثل هذه الأمور في الصحف مراعاة لمشاعر عائلات المتبرعين والمتوفين دماغيا الذين تم نزع الأجهزة عنهم لحين صدور تصريح شرعي نهائي.

وقال نجم في تصريح إلى "الوطن": إن البيان الذي أصدرته الجمعية الأسبوع المنصرم عن الموت الدماغي ونزع الأجهزة الطبية جاء بناء على فتوى مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله.

لافتا إلى أن الموضوع يتناول شقين، شق شرعي وآخر علمي.

مؤكدا أن الشق الشرعي يؤكد عدم أحقية أي ممارس صحي لطب القلب أو المجالات الصحية الأخرى بالتدخل أو المناقشة فيه لأنه يعتمد أولا وأخيرا على فتاوى دينية شرعية ذات مرجع فقهي واضح وصريح لا يسمح بإمكانية الشك به وخاصة أنه صادر من هيئة كبار العلماء وذوي الخبرة والعلم في شرعية نزع الأجهزة الطبية عن المتوفين دماغيا متمثلة في فتوى الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الصادرة من لجنة البحوث العلمية والإفتاء للدعوة والإرشاد رقم 12086 بتاريخ 6 جمادى الآخرة 1409 التي أجازت نزع الأجهزة عن المتوفين دماغيا.

كما أكد مضمون قرار هيئة العلماء من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء رقم 99 بتاريخ 6 ذي القعدة 1402 على إجازة زرع ونقل الأعضاء من إنسان ميت إلى مسلم وتبرع إنسان حي بجزء من أعضائه إذا كان مضطرا إلى ذلك.

وهذه الفتاوى تدل على أنه لا يوجد مجال للشك في صلاحية الممارسة الطبية التي تواجه هذه الحالات وأنه إذا تم استجداد دراسات علمية دينية في ذات الموضوع فإنها توكل أيضا للمتخصصين من هيئة كبار العلماء للنظر والبت فيها والتي يستحسن أن تكون النقاشات فيها خارج نطاق الصحف وذلك مراعاة لمشاعر عائلات المتبرعين والمتوفين دماغيا الذين تم نزع الأجهزة عنهم لحين صدور تصريح شرعي نهائي.

أما بالنسبة للشق العلمي فإن الممارسة الطبية لا تتأثر برأي طبيب أو دراسة واحدة بل تكون بعد دراسات متعددة مجتمعة من مراكز مختلفة.

وأكد رئيس الجمعية أن هذا الأمر قد بحث في العديد من المرجعيات الطبية الموثقة على مدى أكثر من نصف قرن واستقر الرأي على جواز نزع الأجهزة الطبية عن الحالات التي تم تشخيصها بالموت الدماغي بعد اتباع البروتوكولات العلمية المحكمة وهو الأمر الذي يتم في جميع المؤسسات الصحية في المملكة والتي تخضع لرقابة لجان أخلاقية طبية متخصصة.

وكانت الجمعية أصدرت الأسبوع الماضي بيانا وصفت فيه تصرف الأطباء نحو نزع الأجهزة الطبية عن المتوفين دماغيا بأنه صحيح وشرعي.

وقالت الجمعية التي تضم نخبة من الأطباء المختصين في علاج وجراحة القلب: إنها لا تؤيد ما ذهب إليه بعض الأطباء من أن نزع الأجهزة الطبية عن المتوفين دماغيا في حالة عمل القلب هو إجراء بمثابة قتل للنفس البشرية وبالتالي إقراره خاطئ من الناحيتين العلمية والطبية.