أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خلال المحادثات الثنائية التي أجراها أمس مع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أن بلاده "ستكون إلى جانب لبنان في السراء والضراء وفي كل الظروف". وقال سفير إيران في لبنان غضنفر ركن أبادي الذي حضر المحادثات إن "اللقاء سادته أجواء إيجابية للغاية". وشهدت المباحثات عرضا لكل المشاكل العالقة والخلافية، وصولاً إلى المحكمة الدولية والقرار الظني. كما لفت إلى أن نجاد وجه دعوة للحريري لزيارة إيران وأكد له أنه سيبذل قصارى جهده للحفاظ على وحدة اللبنانيين.
وقد انضم للمحادثات الثنائية بين الرئيس الإيراني ورئيس الوزراء اللبناني، كل من الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وتناولت المباحثات الرباعية التطورات والأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين، كما تم خلالها استكمال المناقشات التي جرت بين نجاد والحريري. وقال أبادي بعد انتهاء المباحثات بين نجاد والحريري ردا على سؤال حول موقف إيران من المحكمة الدولية المعنية بالتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري "هذا موضوع لبناني، وقد قلنا إننا نبذل قصارى جهدنا من أجل الحفاظ على وحدة جميع اللبنانيين.. والبحث اليوم تناول موضوع المحكمة وغيره من المواضيع الأخرى". وتابع أبادي ردا على سؤال عن طلب الرئيس الحريري رسميا تسليح إيران للجيش اللبناني" نحن أعلنا، والرئيس نجاد أكد أننا مستعدون للمساعدة في كل المجالات".
وعن طلب الحريري من الرئيس الإيراني التدخل لدى حزب الله من أجل تخفيف حدة الخلاف قال "نحن تحدثنا، كما تحدث الرئيس نجاد في القضايا الإقليمية والعالمية الهامة، أما القضايا والمسائل الداخلية فقد أكدنا موقفنا تجاهها، وإن شاء الله نجتاز هذه المرحلة إلى مرحلة جديدة من التعاون والتآزر بين جميع اللبنانيين". وأشار أبادي إلى أنه "ليست هناك مشكلة على صعيد الأمن في لبنان" مضيفاً أن "كل القضايا الإقليمية والداخلية المطروحة على الساحة تم البحث بها والتطرق إليها".
وكان نجاد ألقى محاضرة في مدينة رفيق الحريري فصل فيها فوائد الحصول على الطاقة الذرية مشددا على أن الغربيين "لم يسمحوا لنا بمواصلة علومنا بالاستفادة من الطاقة الذريّة التي بمقدورها أن تجلب الرفاهية للشعوب وتجلب الودّ والإخاء بين الشعوب". وأقام نجاد مأدبة إفطار لممثلين عن الطوائف الروحية في لبنان، في مقر إقامته في بيروت بحضور نحو 40 شخصية. كما التقى الرئيس الإيراني مع عدد كبير من السياسيين اللبنانيين والوزراء والنواب من مختلف الأطياف السياسية. وفي وقت سابق أمس وصل نجاد إلى بلدة بنت جبيل في جنوب لبنان على مقربة من الحدود مع إسرائيل.