أن أتممت دراستي الثانوية، وكانت هدية نجاحي ومثابرتي أن توفي زوجي السبعيني".
عذراء بعد عشر سنوات زواج
تقول (س. م): تزوجت وأنا في عمر (13 عاما) من ابن عمي الخمسيني حفاظا على ثروة العائلة لكوني يتيمة، ولو تزوجت من خارج العائلة ربما يأتي من يطالب بميراثي ويشاركهم فيه، وبسبب هذه الزيجة ما زلت إلى الآن عذراء على الرغم من بلوغي (23 عاما)، فزواجي كان فقط للحفاظ على ثروة العائلة، ولم يرحم يتمي وحاجتي لحياة آمنة مطمئنة مستقرة.
تزوجت برجل يكبرني بثلاثين عاما
من جهتها، أوضحت إلى "الوطن" السيدة (ن .ع) المتزوجة من رجل في العقد السابع من عمره منذ أكثر من 20 عاما أنها تزوجت وهي دون الثالثة عشرة من عمرها برجل يكبرها بحوالي أربعين سنة، وأنها أنجبت منه 4 أبناء، وهي الزوجة الثانية، وأنها لم تواجه ما ينغص حياتها الزوجية طوال هذه الفترة، كما أنها ما زالت تمارس حياتها في كنف زوجها السبعيني بكل أريحية وسعادة على الرغم من فارق السن، حسب ما ذكرته، موضحة أنها أنهت دراستها الجامعية العام قبل الماضي بدعم ومؤازرة زوجها.
المحكمة فسخت عقدي
أما المواطن (سالم) الذي نشرت "الوطن" في 28 من رجب الماضي قصة فسخ عقد نكاحه من (سوسن) التي عقد عليها منذ ثلاثة عشر عاما، حيث كانت في التاسعة من عمرها وهو يبلغ آنذاك سن الثانية والأربعين، فقد ذكر أنه انتظر فتاته حتى بلغت الثانية والعشرين من عمرها وفوجئ بأن محكمة تبوك قد فسخت العقد دون أن يدخل بها بدون علم منه، بعد أن تقدم ذووها بطلب فسخ العقد. متسائلا "كيف تم فسخ عقده دون حضوره إلى القاضي وبدون سبب؟ معتبرا أن خطيبته أصبحت راشدة وتخطت العشرين من عمرها. مضيفا: أن ما دفعه من مهر وما صرفه طوال السنوات الثلاثة عشرة الماضية لم يرد له منها شيء، وأنه وقع تحت طائلة النصب من ذويها. مؤكدا أنه اعترض على حكم المحكمة ومازال ينتظر قرار هيئة التمييز.
زواج بين قاصرين
شهدت منطقة جازان وتحديدا محافظة بيش قبل عامين زواج طفل قاصر في الثانية عشرة من عمره من إحدى قريبـاته القاصرات البالغة من العمر (11 عاما)؛ وذلك في احتـفال أقـيم في قـريـة المعطن، وكان العروسان يدرسان في المرحلة الابتدائية.
مأذون يرفض تزويج قاصر
أوضح مأذون أنكحة في جازان ـ رفض ذكر اسمه ـ أنه رفض تزويج فتاة قاصرة تبلغ من العمر (14 عاما) على الرغم من أنه لم يصدر أي توجيه من وزارة العدل بمنع عقد مثل هذا النكاح. مشيرا إلى أن نموذج دفتر العقود وسجل تدوين الزيجات ليست فيه خانة لذكر أو تعبئة عمر الزوج أو الزوجة، وأن الكثير من مأذوني الأنكحة لا يدقق على أعمار المتزوجين أثناء عقد النكاح.
قاصر وتشكو الفشل الكلوي
ذهبة الزهراني يتيمة الأب من نتاج زواج القاصرات تزوجت وعمرها (14 عاما) لتحمل معها الآن مرض الفشل الكلوي. تقول ذهبة: "إنها لم تدرك معنى للزواج غير شراء الملابس والعطور والخروج من بؤرة الحياة العائلية المتشددة، لذا حين أتاها عمها بزوج يرتدي ملابس فاخرة يحمل في يده علبة مزينة بطقم من الذهب وافقت على الفور لتجد نفسها في منزل سبقتها له زوجتان وله من الذرية 12 طفلا". مضيفة ذهبة في حديثها إلى "الوطن": أنها تشعر بأنها "اغتصبت ومازال هذا الشعور يطـاردها". حيث تعود بذاكرتها إلى الخلف لتذكر قول الطبيب الذي تابع ولادتها بأنهـا طفلـة تحمل في أحشائها طـفلا. مضـيفة: أن الصدمة الكبرى أنها خرجت بعد ولادة متعسرة بفشل كلوي مزمن ليهجرها زوجها (حتى الآن). تاركا مسكنه غير آبه لما أصابها، وأنها عادت بطفلها إلى منزل أسرتها لتشكل عبئا جديدا على أسرتها بعدما ظهرت عليها معاناتها النفسية".
أرملة تزوج بناتها بسبب الفقر
في أحد أحياء جدة الفقيرة تسكن أم نواف ـ أرملة في الستين ـ والتي اضطرتها ظروف الفقر والترمل بعد أن توفي زوجها، وهي مسؤولة عن أربعة أبناء ذكور، اثنين منهما يعانيان الشلل، وأربع فتيات في سن الزواج. لم تتخط الأولى منهن الخامسة عشرة، ولشظف العيش ـ الحديث لأم نواف ـ بدأت تفكر جديا في الخروج من حالة الفقر التي تعيشها بالموافقة على زواج ثلاث من بناتها القاصرات لرجال مقتدرين ماليا، وبالفعل زوجـت أم نواف ابنتها الأولى أماني بمهر 40 ألفا، حيث أغدق الزوج عليهم بالهدايا وانتقل للعيش مع عروسه خارج مدينة جدة ومرت ثلاثة أعوام دون أن تشاهدها، وكـان التلفـون فقط هو وسيلة التخاطب بينهما، أما الابنة الثانية (14 عاما) فتزوجت من رجل في الأربعـين من عمـره، قدم مهرا 30 ألفا، وكان يعاني من شلل في قدمـيه وعادت مطلقة بعد شهرين. وتقول أم نواف ـ بصوت يسبقه الحزن ـ إن الفاجعة لم تكن في زواج ابنتيها القاصرات من رجال غير أكفاء لا يقدرون قيمة الزوجة وإنما في وفاة ابنتها الصغرى التي لم تتحمل الحمل وماتت أثناء الولادة في قرية تعود إلى مسقط رأس والدها في جنوب المملكة، وتعود أم نواف إلى ذاكرتها لتروي مأساة ابنتها الصغرى التي فقدتها وجنينها بسـبب انفجار الرحم. وتقول: زوجتّها من شاب من أقاربها مقاربا لها في العمر وكانت ابنتـها المتوفـاة تحلم بالتعليم وتعشق القراءة وتنثر شعرا على قصاصات ورقية ما زلنا نحتفظ بها.
ميعاد.. طفلة مغتصبة
تصور ميعاد (15 عاما) التي تنحدر من شمال المملكة زواجها من مسن في السـتين بأنه "اغتصاب لبـراءة طـفلة". موضحة في حديثها إلى "الوطن": "تخضع النساء هنا للمقايضة والبدل". مصورة قصتها بعبارة مؤلمة أنا "طفلة مغتصبة"، فقد تزوجـت مرغمة وتتألم باكية لتقول: "حين جاءنا والدي المتزوج من زوجتين وأمي الثالثة ليخبرنا بعد غياب استمر لأشهر أنه زوجني لصديقه البالغ من العمر 65 عاما وأنه قبض مهري وأن علي تجهيز نفسي لحفلة العرس"، لم يكن أمامي خيار سوى أن أنفذ أوامره. حيث اكتشفت أن أبي زوجني لهذا المسن لكي يتزوج من شقيقته، لينتهي بي المطاف مطلقة.
حقوق الإنسان
من جهته أكد عضو جمعية حقوق الإنسان الدكتور محمد السهلي أن الجمعية ومن خلال فرعها بالعاصمة المقدسة لم تتلق أي شكوى بشأن زواج القاصرات من أي فتاة أو من ذويها. مشيرا إلى أن هذا النوع من الزيجات يكثر في القرى والهجر، حيث يتم تزويج بعض الفتيات اللاتي يقبلن بهذه الأنواع من الزيجات ويرضخن لرغبات أولياء الأمور في الزواج من كبار السن. مؤكدا أنه يقل بشكل كبير بل ويندر داخل المدن. وبين الدكتور السهلي أنه مع انتشار التعليم وارتفاع مستوى الوعي أصبح الزواج لا يتم إلا برضا الزوجين وتقارب العمر بينهما.
وفي مناطق أخرى من المملكة، تظهر سجلات جمعية حقوق الإنسان أن بعض الآباء يعمدون إلى تزويج بناتهم من كبار السن في محاولة للتخلص من بناتهم القاصرات، وأيضا كنوع من إغاظة مطلقاتهم. وقد سجل عدد من تلك الزيجات وتمت مطالبة جهات حقوقية بالتدخل فيها. وفي هذا الصدد، أشار رئيس جمعية حقوق الإنسان بمنطقة جازان أحمد بن يحيى البهكلي إلى أن الفرع تلقى شكاوى ضد قيام آباء بتزويج بناتهم القاصرات، كما قدمت عدة أمهـات اعتراضـهن على تـزويج بناتهن القاصرات لكبار في السن، من خلال جمعية حقوق الإنسان؛ وتم الاطلاع على شكاواهن والرفع بها لجهات الاختصاص للنظر فيها. ويقول عضو لجنة العنف والإيذاء والحماية بأبها، الأخصائية الاجتماعية والنفسية الدكتورة لطيفة أحمد صالح سلمان: إنه خلال عملها بين المصحات النفسية واللجان قابلت عددا من الحالات ومعظم أولئك القاصرات أصبن بمرض نفسي وبعضهن مازلن في دور الحماية لحمايتهن من إيذاء الأزواج والآباء. مضيفة: أن من ضمن الحالات التي تتذكرها لقاصر زوجها والدها وهي في الرابعة عشرة من عمرها ثم طلقها زوجها ليقوم والدها بعد ذلك بتزويجها ثلاث مرات بمجرد أن تقضي عدتها بعد طلاقها مباشرة. وبينت الدكتورة لطيفة أن نهاية تلك الفتاة هي المصحة النفسية ودار الحماية لإصابتها بمرض نفسي. مشيرة إلى أن فراق الوالدين هو أحد أسباب زيجات القاصرات وكذلك تسلط بعض زوجات الآباء ومحاولة التخلص من بنات الأزواج وحب المال.
حالات فردية وليست ظاهرة
أما رئيس محاكم تبوك الشيخ سعود بن سليمان اليوسف، فقد استبعد من جهته أن يكـون زواج القاصرات "ظاهـرة" كـما وصفه البعض، إلا أنه أكد في الوقت ذاته أن زواج القاصرات رغم محدوديته وكونه حالات فردية نسمع عنها هنا وهناك هو أمر في غاية الخطورة في الوقت الراهن، وأنه يجب نشر الوعي والثقافة الاجتماعية في أوساط المجتمع بشأن مخاطره.
وبيّن رئيس محـاكم تبـوك أن إيقاف مثل هذه الزيجات أمرا يسند إلى السياسة الشـرعية حيث يجوز لولي الأمر التنظيم في مثـل هـذه الحـالات لما يرى فيه المصلحة العامة التي لا تنافي الأمر الشرعي. موضحا أن معالجة زواج القاصرات تأتي كمعالجة فردية لكل حالة، ففي منطقة تبوك لم يسجل خلال العامين الماضيين أكثر من زيجتين فقط، وكلتاهما عولجتا أو بمعنى أصح انتهتا قبل (الدخول بالقاصرتين).
الرأي الأكاديمي
من جهتها، ترى الدكتورة فتحية بنت حسين القرشي، الأستاذ المساعد بجامعة الملك عبدالعزيز، المشرفة على هيئة حقوق الإنسان بمنطقة مكة المكرمة أن زواج القاصرات يستمر ويحدث في الأرياف أكثر منه في المدن لاختلاف الوعي وكذلك الفرص والإمكانات المتوفرة في المدن عنها في القرى، ففتاة القرية قد تعجز عن رفض زواج غير متكافئ لعدم توفر البدائل أمامها أو قسوة الظروف التي تحيط بها وكذلك لعجزها عن مقاومتها وقبولها للزواج.
وترى الدكتورة القرشي أن زواج الغبن يحدث عند مقارنة الفتاة بين "التكاليف فقط" وعدم ظهور خيار بديل يمنحها حياة أفضل. معتبرة أن "زواج القاصرات ناتج عن ظهور تحول كبير في معايير اختيار الزوجة وقبول الـزوج. مضـيفة: أن المعايير "أصبحت تميل لأن تكون شكلية ووقتية، فظهرت أنواع من الزيجات تتأسس على المتعة وتتجنب الالتزام، وبالتالي كانت من نتائجها أن زادت معدلات الطلاق كما ظهر العديد من الصعوبات في تربية الأولاد".
ورأت القرشي أن "التغيرات المجتمعية تؤثر على جميع مناشط الحياة، فالزواج والأسـرة من أهم النظم التي تأثرت بالتغير الاجتماعي والاقتصادي الذي نعيشه". مضيفة: أنه "على الرغم من التحديات التي تواجه الأسرة استمرت أشكال من الزواج لم تعد ملائمة لما تواجهه الحياة الأسرية من صعاب، ومن ذلك الإصرار على استمرار زواج القاصرات". وتتعجـب الدكتـورة القـرشي مـما يعتـقده البعـض من أن تزويج القاصرة هو الحل الأمثل لجميع انحرافات البنت، وتقول: "لم ينظر صاحب هذا الاعتقاد إلى الحالات والأوضاع التي يمارس ضمنها تزويج القاصرات، فكما يبدو أن بعض المتمسكين بهذه الزيجات يقدمون تنظيم الدوافع الجنسية على الظروف والشروط الملائمة لتربية الأولاد". وتذهب القرشي إلى التذكير بالمعايير الدولية والاجتماعية التي لا تزال تعتبر أن الفتاة القاصرة طفلة لا تحسن التصرف وقد تنشغل بإكمال متطلبات تعليمها (بالخروج للمؤسسة التعليمية والدراسة في الفترة المسائية) عن واجبات الزوجية ومسؤوليات التربية والرعاية للصغار.
وتقول: إنه في العادة يتسم من يتزوج القاصرات بالأنانية وحب السيطرة والتملك، ثم تبدأ بعد الزواج مشكلات عدم الثقة وتحطيم المعنويات للتعويض عن مشاعر النقص المرتبطة بالتقادم في العمر.
الرأي الطبي والصحي
تؤكد الدكتورة ناهد حافظ أخصائية النساء والولادة أن قضية زواج الصغيرات ذات أبعاد طبية خطيرة على المجتمع لما لها من انعكاسات على صحة الأم والطفل معا. وهـذا ما أكـدته معظم الدراسات والأبحاث الطبية الحديثة، حيث تتضاعف هذه الأخطار في حالات الزواج المبكر، وخاصة بين الصغيرات الأقل من 18 عاما كنتيجة لصغر السن وعدم نضوج الجسم واكتمال الهرمونات إضافة إلى عدم متابعة الحمل مع الطبيب المختص.
وتضيف الدكتورة حافظ: أن من أخطر المضاعفات الصحية التي تلحق بكل من الأم والطفل تسمم الحمل والأنيميا والسكر والتعرض لخطر الإجهاض المتكرر بسبب الخلل في الهرمونات الأنثوية وضعف الرحم؛ وبالتالي موت الجنين داخل رحم الأم والولادات المبكرة والمتعثرة لعدم اكتمال نمو الحوض. كما يمكن أن تصاب الأم الصغيرة بحمى النفاس التي تنتج عنها اضطرابات في الدورة الشهرية ومن ثم العقم أو الوفاة.
ومن الأخطار التي تصيب الجنين الولادات المتعثرة أو اختناق الجنين في بطن الأم أو ولادة طفل خال من المناعة لعدم قدرة الأم على إرضاع الطفل بعد الولادة لصغر سـنها.
من جهتها رأت الدكتورة هالة سعيد من مستشفى الثغر العام بجدة أنه في الغالب لا يحدث حمل للفتاه القاصر لأن رحم المرأة لا يتكون إلا بعد 18 عاما من عمرها، لأنها لا تزال طفلة. مؤكدة أنه في حال حدوث حمل للفتاة القاصرة، فإن الولادة ستكون قيصرية، وأنه بتكرار العمليات لن تتمكن الفتاة من الولادة طبيعيا بعد ذلك. ومن الصعب أن تلد طبيعيا في هذا العمر لعدم قدرتها على تحمل آلام الولادة.
وقالت: النزيف الحاد والإجهاض المتكرران والولادة المبكرة وولادة طفل ناقص النمو هي أبرز مخاطر حمل وولادة البنت القاصرة.
قرار لم ير النور بعد
وزارة العدل السعودية منذ أبريل 2009، كما ذكر مسؤولها الأول الدكتور محمد العيسى تعكف على الإعداد لتنظيم جديد يقنن زواج القاصرات, مشيرا إلى "أن التنظيم الجديد يأتي لحفظ الحقوق ودرء المفاسد بما يقضي على المظاهر السلبية في تزويج القاصرات". كما شرعت لجنتان في مجلس الشورى سابقا خلال العام الماضي في دراسة اقتراح يقضي بمنع زواج القاصرات في المملكة، درسته لجنة الشؤون الإسلامية والقضائية وحقوق الإنسان بالمجلس. وتقوم فكرة الدراسة على التعميم على مأذوني الزواج بعدم إتمام عقود النكاح للفتيات القاصرات اللاتي تقل أعمارهن عن 18 سنة.
وفي سبتمبر 2008 كانت حملة شعبية من قبل متطوعات سعوديات، رفعت على إثرها عريضة إلى وزارة العدل، وهيئة حقوق الإنسان بمناسبة اليوم الوطني السعودي، يطالبن فيها بالحد من تزويج القاصرات وسن تشريعات تجرم زواج من هي أقل من 17 عاما. محذرات من التداعيات الاجتماعية الخطيرة لهذه الظاهرة التي وصفنها بأنها أصبحت مقلقة في المجتمع السعودي إلا أن مـثل هذه القرارات لم تر النور بعد.
رفض 40 حالة زواج
وفي الدمام، كشفت مصادر في محاكم المنطقة الشرقية لـ"الوطن" عن وجود 40 حالة رفض لزواج قاصرات في محاكم حاضرة الدمام وإبلاغ الجهات المعنية بأمرها. وأكدت المصادر أن الرفض جاء من قبل عاقدي الأنكحة بعد أن تلقوا توجيهات شفهية من رئيس المحاكم الشرعية في الخبر بعدم تزويج القاصرات.
وأكد المأذون الشرعي الشيخ عبدالعزيز القرني أنه من خلال عمله كمأذون أنكحة في حاضرة الدمام وقف شاهدا على العديد من القصص التي وصفها بـ"المأساوية"، إذ إنه في العام الماضي رفض تزويج طفلة تبلغ من العمر 11 عاما رغم إلحاح والدها، وأرجع هذا الرفض إلى توجيه من رئيس محاكم الخبر الشيخ صالح اليوسف إثر اجتماع ضم 14 مأذونا في حاضرة الدمام مع رئيس المحاكم منذ عدة أشهر، إذ شدد فيه الشيخ اليوسف على عدم تزويج صغار السن والقاصرات.
وفي حادثة ثانية أكد القرني قائلا: "تلقيت اتصالا من شخص يطلب مني الحضور إلى منزله لعقد نكاح، وبعد وصولي إلى المنزل تفاجأت بعد مشاهدتي بطاقة العائلة بأن الطفلة تبلغ من العمر 12 عاما، والزوج يبلغ من العمر 30 عاما، وبعد رفضي استمرت محاولة إقناعي 4 ساعات إلا أني أصررت على عدم الموافقة، وعندما حاولت إقناع والد الفتاة والزوج بالرجوع عن هذا الامر ظلا يؤكدان لي أن مراسم الزواج لن تتم إلا بعد سنوات، وتفاجأت عندما قال لي الزوج: إن عقد الزواج هو مجرد حبر على ورق".