نفت مصادر أمنية مطلعة في العاصمة اليمنية صنعاء أن تكون السلطات المختصة قد وافقت على استحداث قسم أمني في مقر السفارة الأميركية بصنعاء لتنسيق عمليات عسكرية أميركية مباشرة مع القوات اليمنية المكلفة بمكافحة تنظيم القاعدة. وأشارت المصادر إلى أن المكتب الأمني الذي تم استحداثه داخل مقر السفارة الأميركية بصنعاء سيضطلع بمهام تندرج في إطار التعاون الأمني بين الولايات المتحدة واليمن في مجال مكافحة المخدرات وليس من اختصاصه ممارسة أية أنشطة تتعلق بالتعاون القائم بين البلدين ضد تنظيم القاعدة.
وكان السفير الأميركي الجديد بصنعاء جيرالد فيرستاين قد أكد أن المكتب الأمني الملحق حديثا بمقر السفارة الأميركية بصنعاء سيسهم في دعم قدرات الأجهزة الأمنية اليمنية دون الكشف عن طبيعة الدعم الذي سيضطلع المكتب بتقديمه.
على صعيد آخر ألغى عدد من البعثات الدولية التابعة لمنظمات غير حكومية دولية مانحة زيارات عمل رسمية كانت مقررة لليمن عقب محاولة تنظيم القاعدة استهداف أربعة من موظفي السفارة البريطانية بصنعاء ومصرع خبير فرنسي يعمل في إحدى الشركات النفطية في اليمن على يد حارس أمن. وعلقت شركة الطيران الألمانية "لوفتهانزا" رحلاتها إلى المطارات اليمنية حتى إشعار آخر عقب حوادث استهداف الأجانب الأخيرة.
إلى ذلك عززت السلطات الأمنية من إجراءاتها لضبط الأجانب المقيمين بصورة غير شرعية في العاصمة صنعاء والمدن الرئيسة بالتزامن مع نشر لجان تفتيش أمنية وعسكرية في كافة الشوارع. وشهدت صنعاء وعواصم المدن الكبرى مظاهر استنفار أمني استثنائية تمثلت في نشر لجان أمنية وعسكرية في كافة الشوارع للتدقيق في أوراق ووثائق سائقي السيارات وهويات الركاب بالتزامن مع تدشين عملية مسح أمني شامل استهدفت التثبت من هويات المقيمين في الأحياء والمناطق السكنية في كافة أنحاء صنعاء.
وتأتي هذه الإجراءات على خلفية حملة أمنية نفذتها السلطات اليمنية خلال الأشهر الأخيرة وأسفرت عن اعتقال نحو 103 أشخاص في عدد من المدن الرئيسة لأسباب تتعلق باتهامات بتورطهم في تقديم دعم متفاوت لمطلوبين من عناصر القاعدة، إلى جانب تصعيد عناصر التنظيم وبشكل غير مسبوق لعمليات استهداف مسلح طالت مؤخرا دوريات أمنية ودبلوماسيين أجانب في صنعاء.
وعلى صعيد تطورات الأوضاع في عدن بعد التفجيرين اللذين استهدفا نادي الوحدة الرياضي أكدت مصادر رسميّة أنه تم اعتقال ثلاثة أشخاص على علاقة بالتفجيرين وأن أحد الثلاثة هو العقل المدبر للهجوم.