شهدت ندوة "الوطن والمواطنة" طروحات ذاتية من المشاركين في الندوة لمناطقهم بشكل اضطر معه أحد المتحدثين إلى توجيه الانتقاد لهم بأن الحديث طغت عليه الذكريات أكثر من المضمون. وشارك عدد من المتخصصين في الندوة التي شهدت اختلافات في الرأي، أخرجت الندوة عن مسارها الرئيس، ليكشف المشاركون خصوصياتهم وذكرياتهم. واضطر المشاركون إلى تغييب أوراق عملهم التي كانوا يستعدون لطرحها بعد أن علموا بحضور عدد من طلاب المدارس حسب تبريرهم.
الندوة التي نظمتها كلية المعلمين بجامعة الملك سعود بالرياض أمس تحت عنوان "الوطن والمواطنة" بمناسبة احتفال المملكة بذكرى اليوم الوطني الثمانين بمقر كلية المعلمين، بدأها عضوا مجلس الشورى، وكيل وزارة التربية والتعليم السابق الدكتور عبدالعزيز بن عبدالرحمن الثنيان بسرد ذكرياته بالتعليم جنوب الرياض، وأن أول هدية تلقاها من والديه أثناء دخوله المدرسة "سراج"، مضيفا أنه عندما تزوج لم يكن بالبيت إلا "مروحة"، وليس هناك "مكيف"، وأنهم كانوا يجتمعون للدراسة في المسجد بالرياض لوجود المراوح.
بينما كشف مستشار وزير الداخلية الدكتور سعود بن صالح المصيبيح أنه كان يدرس المرحلة الابتدائية بالرياض بمدرسة سعيد بن الزبير؛ مستشهداً على طفولته بأن من يسأله عن اسم مدرسة يجيبه بـ"سعيد بن الزبير ترحب بكم" ظناً أن كتابتها على مدخل المدرسة جزء من اسمها؛ مستطرداً أنه عاش في حياة انفصال لوالديه؛ بينما كان رجلاً يحب الرياضة، وشارك في إحدى البطولات الرياضة العالمية، وكان يستغل مساءه في "الأجرة بالسيارة". وانتقد رئيس قسم التربية الإسلامية بكلية المعلمين بجامعة الملك سعود الدكتور وليد الرشودي أن تطغى ذكريات المشاركين في الندوة على المضمون ؛ إلا أنه رأى ضرورة أن يؤكد أنه من القصيم "بريداوي" الأصل، وله حنين لها.
وأشار الكاتب الإعلامي عبدالله الكعيد إلى أنه من الخرج، واصفا إياها بأنها تمثل الوحدة الاندماجية للمجتمع قبل نصف قرن.
واختلف المشاركون في الإجابة عن سؤال طرحتة "الوطن" حول مادة التربية الوطنية بالمدارس واقعها وأين وصلت ؟ فأجاب الثنيان بأنه أثناء إقرار المادة بالتعليم العام كان رافضاً لإقرارها بمنهج مستقل قائلاً "جميع المعلمين وطنيون ويدرسونها بحسب تخصصاتهم ضمن مناهجهم"، لافتاً إلى أنه لابد من رفع كفاءة معلم التربية الوطنية. واتفق معه في الرأي مدير الندوة الدكتور محمد بن عبدالله الشويعر؛ في الوقت الذي خالفهم المصيبيح حول إقرار" مادة التربية الوطنية " مؤكداً على استقلالية منهجها الدراسي والتركيز على "الوطنية في التعليم".
وأكد المصيبح الحاجة إلى تعليم الأبناء الوطنية الصحيحة في التعليم مستشهداً بمن قام بالعمل التخريبي بيبنع أنهم شباب سعوديون تخرجوا من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وحاصلون على رواتب ومزايا ضخمة ، وهذا مؤشر لزرع الوطنية بشكل جيد في التعليم. ولفت المصيبيح في مداخلته إلى عدد من الدلائل والشواهد التي تثبت "حب الآخرين للملكة" منها أن هناك أكثر من 7ملايين مقيم استقروا بالمملكة واستقدموا أسرهم، وأن المملكة أكثر البلدان طلباً للقدوم من الخارج للعمل، مستدلاً بإحدى القصص لأحد أصدقائه من إحدى الدول بأنه عندما عاد للمملكة بعد قدومه من دولته وفي مطار الدمام "سجد لله" حمداً على وصوله للمملكة.
واستشهد الثنيان ببطاقة الصراف الآلي وقام بإخراجها من جيبة للتأكيد على أن المملكة وصلت للعالم الأول، وأن التنقل بها بين دول العالم واستخدامها يعني الوصول للعالم الأول؛ في رده على تساؤل أحد الطلاب " لماذا لم نصل للعالم الأول ونحن نملك الأموال"، ورد الثنيان على الطالب: "من قال إننا لم نصل للعالم الأول! أنت من العالم الأول "، بالإضافة إلى الشواهد الحضارية في المصانع والإنتاج وغيرها والتطور في التعليم العالي والجامعات وابتعاث الطلاب للدراسة. وكشف الكعيد عن أن هناك من يردد النشيد الوطني ولكن يعيش ويخالف الأنظمة والقوانين في البلد، ودليل ذلك ما رصد خلال احتفالات اليوم الوطني من أعمال تخريب وتعد على الآخرين والممتلكات بمبرر "الفرحة!".