لا تزال ملامح قطار المشاعر حائرة بين الجانبين السعودي والصيني، ففي الوقت الذي أكد فيه السفير الصيني لدى المملكة أن بلاده رفضت طلباً من وزارة الشؤون البلدية بتغيير شكل ولون عربات القطار، نفت الوزارة تقديمها أي طلب من الشركة الصينية المنفذة للمشروع لإحداث أي تغييرات في العربات.

وقال وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية ورئيس الإدارة المركزية للمشروعات الدكتور حبيب زين العابدين لـ"الوطن" أمس إن وزارته لم تطلب تغيير لون عربات القطار أو حجمها "بل يجري تنفيذ العربات وفق المعايير المعتمدة التي تتناسب وطبيعة المشاعر المقدسة".

أما السفير الصيني لدى المملكة يانغ هونجلين، فقال في اتصال مع "الوطن" أول من أمس إن بلاده رفضت طلبا تقدمت به وزارة الشؤون البلدية والقروية يتضمن تغيير شكل ولون العربات المخصصة لقطار المشاعر، مؤكدا عدم التراجع عن المواصفات المتفق عليها بين الوزارة والشركة الصينية للسكك الحديدية.



تضاربت آراء الجانبين السعودي والصيني حول معايير ومواصفات قطار المشاعر، ففي الوقت الذي أكدت فيه وزارة الشؤون البلدية والقروية أنها لم تطلب من الشركة الصينية المنفذة للمشروع تغيير لون عربات القطار أو حجمها، أوضح السفير الصيني أن بلاده ترفض طلب الشؤون البلدية تغيير شكل ولون العربات. وقال وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية، رئيس الإدارة المركزية للمشروعات الدكتور حبيب زين العابدين لـ"الوطن": إن وزارته لم تطلب من الشركة الصينية المنفذة لمشروع قطار المشاعر تغيير لون عربات القطار أو حجمها حيث يجري تنفيذها بعناية وفقا لعدد من المعايير والمواصفات التي تتناسب وطبيعة المشاعر المقدسة.

وأضاف زين العابدين: أن الشركة سوف تنتهي من تنفيذ المرحلة الأولى للمشروع خلال الأيام المقبلة للاستفادة من القطار خلال موسم الحج الحالي.

من جانبه أعلن السفير الصيني لدى المملكة يانج هونجلين عن رفض بلاده طلبا تقدمت به وزارة الشؤون البلدية والقروية، يتضمن تغيير شكل ولون العربات المخصصة لقطار المشاعر.

وأكد يانج عدم التراجع عن المواصفات المتفق عليها بين الوزارة والشركة الصينية للسكك الحديدية. مبينا أن التنفيذ تم بموجب عقد احتوى مواصفات ومقاييس متفق عليها بما في ذلك شكل العربات ولونها وتفاصيلها بحسب ما قدمه مالك المشروع للجانب الصيني الذي التزم بتنفيذها بدقة.

وبين السفير في تصريح إلى "الوطن" أول من أمس أن هناك تنسيقا كاملا وتعاونا جيدا فيما يتعلق بمشروع قطار المشاعر حتى يسلم في وقته المحدد. مشيرا إلى أن العمل يسير وفق جدول زمني ضيق جدا مما يدفع الشركة الصينية المنفذة إلى بذل أقصى جهدها لتنفيذ المشروع في وقته وضمن المواصفات المتفق عليها.

وفي ذات السياق، كشف مصدر دبلوماسي صيني زار المشروع مؤخرا عن وجود أخطاء وقعت من قبل الشركة الصينية لعدم معرفتها بالوضع المناخي وعدم حصولها على تجارب كافية على التربة، إلى جانب عدم استيعابها للظروف الخاصة بالمشروع. موضحا أن مباحثات تجري لتعديل شكل العربات ولونها والتقنيات المستخدمة فيها قد تجد طريقها للتنفيذ.

وبين المصدر ـ الذي فضل عدم الإشارة إلى اسمه ـ أنه رفع تقريرا لوزارة الخارجية الصينية يفيد بأن الشكل الخارجي للعربات متأخر جدا، وغير متسق مع الأشكال الحديثة. مضيفا: أن الجواب جاء من الشركة الصينية المنفذة بأنه على الرغم من تفهمها لكل التفاصيل إلا أن الموافقة على مواصفات القطار كانت ضمن عقود محددة من الجانب السعودي صاحب المشروع، وأن الشكل الخارجي مرتبط بالمسافة القصيرة التي يقطعها القطار ومحطات الوقوف المتعددة التي لا تتطلب أن يكون سريعا.

وأشار جواب الشركة المنفذة إلى أن العربات والتقنيات الموجودة فيها مختارة من قبل الجانب السعودي والشركات الاستشارية التابعة له لتتوافق مع الاستخدام الواقعي.