طالب عضو مجلس الشورى الأسبق الدكتور نايف الدعيس بتكاتف الدول والحكومات الإسلامية لإيقاف المتطاولين على أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر (رضي الله عنهما) عند حدهم, مشيراً إلى أن أهداف هؤلاء المتطاولين لا تنحصر فقط في سب السيدة عائشة ولكنها تسعى إلى تفريق الأمة الإسلامية.
وأوضح الدعيس خلال محاضرته بالنادي الأدبي بالمدينة المنورة، أول من أمس، بعنوان "أبعد أن برأها الله" وأدارها رئيس النادي الدكتور عبدالله بن عبدالرحيم عسيلان أن الرسول (عليه الصلاة والسلام) لم يكن عاجزاً عن الدفاع عن عائشة (رضي الله عنها) في حادثة الإفك ولكنه انتظر البراءة الكبرى من الله عز وجل. وأكد الدعيس أن من تطاولوا على عائشة، والذين وصفهم بـ"الحاقدين والمجرمين"، خالفوا الكتاب والسنة, حيث عدها الرسول من أهل الجنة عندما سئل من قبلها عن زوجاته في الجنة فقال "أنت معهم", بالإضافة إلى قوله تعالى "الطيبات للطيبين..."، فرسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان طيباً ولا يبقى إلا مع طيب، مشيراً إلى أن الرسول لم يتولَّ فقط تربية نسائه، بل إن الله سبحانه وتعالى ربى نساء النبي، مستشهدا بقوله تعالى "ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض".
وأكد الدعيس أن من كذب براءة عائشة فقد كذب القرآن الكريم، ومن كذب القرآن الكريم فهو كافر, مشيرا إلى أن الله فضح زوجتي النبيين الكريمين نوح ولوط (عليهما السلام)، ولو أن عائشة رضي الله عنها أخطأت لفضحها القرآن الكريم, وقد أثارت هذه النقطة عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية الدكتور عبدالله سيف الذي أكد أنه لا ينبغي لأي مؤمن أن يعتقد أن زوجتي نوح ولوط خانتاهما في العرض, موضحاً أن الخيانة كانت في الدين, مما دفع الدعيس لتوضيح اعتقاده بأنه لم يقصد في قوله عن الخيانة سوى خيانة الدين.
وأكد المحامي سعود الحجيلي خلال مداخلته عدم ذكر من تطاولوا والذين يعتبروا نكرات قصدوا الشهرة من وراء هذا القول.
فيما شهدت المحاضرة مداخلة ساخنة عندما قالت الكاتبة أمل زاهد من قاعة النساء إنها لا تحبذ أن ينجر المسلمون لمثل هذه المحاضرات, مشيرة إلى أن المثبت لا يحتاج إلى إثبات, مشبهة في الوقت نفسه هذا المتطاول على أم المؤمنين بالقسيس المغمور تيري جونز الذي أصبح أحد أهم المشهورين في أمريكا عندما هدد بحرق القرآن الكريم، وهو ما جعل الإعلام الأمريكي يعتبره أهم شخصية يحرص على إجراء لقاءات معها خلال تلك الفترة, وهو ما أثار استغراب الدعيس الذي رفض هذا الرأي، معتبرا الدفاع عن أم المؤمنين واجب على أي مسلم, وأن تكميم الأفواه لا ينبغي في مثل هذه المواقف التي تستوجب علينا التعبير عن عدم رضانا وسخطنا على ما يقال بحق السيدة عائشة (رضي الله عنها).
واتفق الدكتور عسيلان مع الدعيس في أهمية الدفاع عن رموز الإسلام في حال تعرض لهم أحد.