الجدل حول العنوسة لا ينتهي إلا ليبدأ من جديد ، وقد أثارت الدراسة التي أجراها عضو التدريس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الدكتور علي الزهراني الكثير من النقاشات في المجتمع السعودي ، ومعظمها جاء تحت عناوين مثيرة ،مثل "4 ملايين عانس في المملكة للسنوات الـ 5 المقبلة " على موقع المرصد " http://www.al-marsd.com/news/view/8709 " وهو موقع سعودي يهتم بالشأن العام ، ومانشيت أكثر إثارة على موقع mbc بعد نقاش القضية في برنامج صباح الخير يا عرب يقول " شبح العنوسة يطارد 4 ملايين فتاة سعودية"
ونقلاً عن الموقعين، فإن الدراسة تحذر من تنامي عدد العانسات السعوديات والذي يتوقع أن يصل إلى 4 ملايين امرأة بعد خمس سنوات من اليوم ، حيث أشارت الدراسة إلى 18 ألف حالة طلاق وقعت العام الماضي 1430 مقابل 60 ألف حالة زواج أي مانسبته 30% تقريباً، وهي نسبة كبيرة ومقلقة للباحثين في السلوك الاجتماعي ، وإذا كانت الدراسة قد اقتصرت على عينات من المدينة المنورة، إلا أن واقع الحال يوضح أن الزيادة في مستوى النساء غير المتزوجات والنساء المطلقات واضحة ليس في المدينة المنورة فقط، بل في معظم المناطق السعودية، وتمتد إلى جميع البلدان العربية فقد أشارت دراسة إلى وجود 12 مليون عانس في مصر ، وقدرت دراسة أخرى أن أعلى النسب من العانسات هي في العراق ثم مصر ثم دول الخليج العربي.
ومع ذلك فالسوريون والأردنيون واللبنانيون وغيرهم من العرب غير مستثنيين من هذه الظاهرة ، فقد اقترحت نساء أردنيات في حملة على الأنترنيت وضع ضريبة مكلفة على من يتزوج غير أردنية ، أما السوريون فقاموا بحملة في شوارع المدن الرئيسة ، رفعوا فيها ملصقات على جدران المعالم الرئيسية تدعو إلى العمل للحد من الظاهرة.
ولا بد أن أحداً يسأل من هي العانس؟ وماذا تعني الكلمة ؟ وهو بحث قد يطول ويتم الاختلاف فيه ، غير أنه من الواضح أن المعني بذلك هو كل امرأة جاوزت الخامسة والعشرين من عمرها ولم تتزوج ، لكن الأبحاث حول هذه القضية لا تلحظ تغيراً واضحاً في القيم والمفاهيم والعادات خلال العشرين سنة الماضية.
بعض الردود على هذه القضية جاءت تتهم الفتيات بالتعالي، وبعضها يتذمر من متطلبات الفتاة السعودية ، وثالث يحملها للثلاثي" العائلة والبطالة والفتيات "ثلاثة جدران تحجب حلم الفتيات بالزواج".