صدمت حين قرأت تهديد مدير جامعةٍ لمن يتقدم بشكوى يحتج فيها على نتيجته، مؤكداً أنه سيعاقب بالرسوب، إذا لم يثبت أن حقه فعلاً مهضوم..!
إلا أنه لم يذكر أن الطالب سيحصل على الدرجة كاملة إذا ثبت أن الحق معه..! وبالتأكيد لو كان هذا قبل 6 سنوات لما صدمت..!
قبل 6 سنوات لم أكن أتوقع أن أشاهد مدير جامعة وجهاً لوجه؛ لأن الناس مقامات.. ولم أتصور أن أشاهده يسير وحده..!
وتلك ترسبات لما عايشته أيام دراستي الجامعية التي خرجت منها لا أعرف طالباً قابل مدير الجامعة أو حتى عميد كلية.. وفي أحيانٍ كثيرة لا يستطيع الطالب الحديث مع الدكتور الذي يدرسه ولا مناقشته في الدرس.
وأذكر دكتوراً ـ لا يزال في ذات الجامعة ـ كان يردد على كل دفعة من طلابه مقولته "لا يمكن أن أصحح شخابيطكم" مبدياً انشغاله بما هو أهم كالبحث والقراءة والإنتاج الأكاديمي..!
تغير العالم.. وتغيرت الناس في تعاملاتهم وفهمهم ونظرتهم للأشياء.. فأصبحنا نرى مدير جامعة يهدد هيئة التدريس ويقف في صف الطلاب، وآخر يشترط على الطلاب تقييم أساتذتهم، والبقية يبحثون عن فكرة يبرزون فيها اهتمامهم بالطلاب والطالبات.
وللتاريخ وللأمانة لا بد من تحديد "شرارة" التغيير "الجامعي" بتولي "عبدالله العثمان" إدارة جامعة الملك سعود، الذي سن سنة حسنة، فتغير الحال في كل الجامعات انطلاقاً من "الغيرة" الأكاديمية فأصاب التغيير حال الطلاب والطالبات والمستوى العلمي والتصنيفات العالمية، وأصبحت جامعاتنا تتنافس على الشراكة مع جامعات عريقة للتطوير.. ورغم أن بعضها لا يزال في مستويات متدنية إلا أن "المتغيرات" في وسائل الاتصال والإعلام لن تدع شيئاً على حاله..!
عبدالله العثمان تنازل عن مقامه "الرفيع" ووقف بين أغنامه ليلتقط صوراً تذكارية لمجلة "فوكس" السعودية.. وبلا حرج تخلى عن "بشته" و"شماغه" ليلعب الكرة مع أطفال أشقائه..!
ليتنا نعود إلى الدراسة في "بعض" جامعات اليوم.