بعد أيام معدودة على مجزرة إسرائيل ضد "قافلة الحرية" لتقع أخيرا في فخ إدانة دولية من قبل أصدقائها قبل أعدائها؛ تبث "القاعدة" على لسان نائب زعيم تنظيمها في جزيرة العرب باليمن؛ تهديدا لأمن"السعودية" داعيا أتباع تنظيمه إلى خطف شخصيات اعتبارية وأمنية انتقاما لاعتقال "هيلة القصير" ؛ إحدى نساء التنظيم المتهمة بتجييش النساء وغسل الأموال وقيادة الإرهابيين وخطف الأطفال؛ وتمّ القبض عليها ضمن حملة قامت بها وزارة الداخلية أثناء تفكيك خلايا إرهابية ضمن 113 إرهابيا؛ كما جاء في تقرير صحيفة الوطن يوم الجمعة الماضي.

الغريب أنه بدلا من إصدار القاعدة بيانا ضد إسرائيل لما ارتكبته من مجزرة بشعة؛ يأتي سُمّ بيانها باتجاه السعودية؛ التي تعتبر أول وأقوى الدول العربية والإسلامية بما تشكله من حجم سياسي كقوة ضغط دولية للإقرار بإدانة المجزرة الصهيونية وفك الحصار عن غزة!؟ وهو ما يستدعي مجموعة من الأسئلة الحيوية؛ فلماذا بعد أيام معدودة من مجزرة إسرائيل التي وضعتها أخيرا محل إدانة دولية؛ تبث القاعدة هذا البيان وتعترف رسميا بانتماء امرأة للتنظيم مع العلم أن هذه المرأة مقبوض عليها منذ أكثر من شهرين تقريبا ويفترض أن يتزامن هذا البيان مع القبض عليها كما هو معتاد من القاعدة ؟! بل لماذا يأتي البيان مركزا على "هيلة " دون الآخرين ممن قبض عليهم معها !! ألأن إعلان القاعدة عن انتماء امرأة سعودية لها أمر سيلفت نظر الإعلام العالمي؛ وبالتالي سيحتل مساحة من اهتمام الرأي العام؛ خاصة وأن دور المرأة السعودية الإرهابية مغيب ودائما يأتي على استحياء؟! هل الهدف من البيان في هذا التوقيت المأزوم لإسرائيل هو تشتيت التركيز الإعلامي العالمي والجهود الدولية والإسلامية لترمي بكرة أخرى يلهو بها الإعلام بعيدا عن إسرائيل؟! والسؤال الأهم؛ من المستفيد من هذا التشويش والتشتيت للجهد الإعلامي والدولي؟! ومن المستفيد من إعادة الذاكرة الدولية إلى تذكر جرائم القاعدة والإرهاب بعد فترة ركود وخفوت ليعيد إلى الأذهان تبرير مجزرته وجرائم حصاره ضد غزة بحجة إيواء"حماس" كمنظمة إرهابية .. أليس إسرائيل!؟ والسؤال الأكثر حركية؛ في ظل الضائقة المادية للقاعدة نتيجة نجاح السعودية في محاصرتها؛ هل نستشف من خروج البيان في هذا التوقيت عن تعاون بين القوى الصهيونية الإسرائيلية وبين القاعدة وأنها حصلت الآن على ممول لجرائم ذات أهداف مشتركة ؟! ولماذا نستبعد ذلك وقد تعاونت من قبل مع من تُكفر معتقدهم وهم الحوثيون المدعومون من إيران؟!

أخيرا؛ فإن ما سبق من أسئلة أضعه على طاولة المختصين والخبراء في شؤون القاعدة وتنظيمها لتحليلها وتناولها؛ ولا ننسى أن إسرائيل ملوثة يدها بالإرهاب في العالم؛ وهي بشكل أو بآخر وبطرق ملتوية تقف خلف جرائم الجماعات الإرهابية التي تنسب نفسها إلى الإسلام؟! لشغل الدول الإسلامية بها عن حركة التنمية الداخلية؛ بجانب تخدير العالم في كل مرة تخرج فيها إسرائيل لتمرر مشاريعها وجرائمها؛ والله تعالى يحفظ أمن وطننا وقائده أبو متعب؛ ويرد كيد أعدائنا في نحرهم إن شاء الله.