تبادل ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الحكومة المنتهية ولايتها نوري المالكي والقائمة العراقية برئاسة إياد علاوي "الشروط المسبقة لخوض جولة جديدة من المفاوضات بين الطرفين". وأبدى النائب عن دولة القانون كمال الساعدي استعداد ائتلافه لتقديم تنازلات تتعلق بتطوير العملية السياسية. وقال "نحن مستعدون لتقديم تنازلات إذا كانت تتعلق بالحكومة وتطوير العملية السياسية ونرفض تقديم تنازل بخصوص تغيير النظام السياسي".

بالمقابل أكد المستشار الإعلامي للقائمة العراقية هاني إبراهيم عاشور استعداد قائمته للحوار مع دولة القانون حول البرنامج الحكومي، وإرجاء بحث مسألة اختيار المرشح لمنصب رئيس الوزراء. وبدوره أشار الساعدي إلى إمكانية التفاوض مع العراقية بشرط تخليها عن "مطالبها المخالفة للدستور مثل إلغاء قانون اجتثاث البعث ومكافحة الإرهاب وإصدار عفو عام عن المتورطين بارتكاب جرائم إرهابية". ونفى عاشور تقديم ورقة مطالب مخالفة للدستور من قبل القيادي في العراقية صالح المطلك، قائلا "لم يقدم المطلك ورقة المطالب وكذلك العراقية، والورقة لا تمثلها وهي ليست ضمن برنامجها للحكومة المقبلة".

وبينما أعلن نواب عن العراقية ودولة القانون احتمال خوض جولة مفاوضات بين الطرفين في غضون الأيام القليلة المقبلة، استجابة لرغبة أمريكية، جدد التيار الصدري رفضه التدخل الأمريكي في مفاوضات تشكيل الحكومة. ومن جهته أكد النائب عن دولة القانون حسين الأسدي استمرار اتصالات الجانب الأمريكي مع جميع الكتل النيابية لحثها على تشكيل الحكومة وضمان استقرار العملية السياسية. أما النائب عن القائمة العراقية كاظم الشمري فوصف الجهود الأمريكية، بأنها تأتي في إطار الخروج من أزمة تشكيل الحكومة.

وفي القاهرة قال رئيس المجلس الإسلامي الأعلى العراقي عمار الحكيم "إن الأزمة السياسة الراهنة في العراق وتعطل تشكيل الحكومة على مدار سبعة أشهر "مثلت إحراجا كبيرا للقوى السياسة الفائزة في الانتخابات العراقية"، مؤكدا "أن تشكيل حكومة شراكة وطنية تشترك فيها القوائم الأربع الكبيرة والقوائم الفائزة الأخرى هي المدخل الصحيح للاستقرار السياسي في العراق". وكان الحكيم وصل القاهرة على رأس وفد من مجلسه في زيارة التقى خلالها الرئيس المصري حسني مبارك أمس، أطلعه فيها على مجمل الأوضاع السياسية التي يمر بها العراق حاليا، كما بحث معه آخر التطورات الجارية على الساحة العراقية.

وأوضح الحكيم عقب لقائه بالرئيس المصري "أنه استمع إلى تأكيدات من القيادة المصرية حول أهمية الحفاظ على وحدة العراق وعروبته، وضرورة أن تأتي الحلول للأزمات السياسة التي يمر بها العراق من داخل البيت العراقي". ورد الحكيم على إمكانية مشاركة مجلسه في الحكومة بقوله "مشاركة المجلس الإسلامي الأعلى في أي حكومة مقبلة يرتبط بفرص النجاح لهذه الحكومة "ومن أهم هذه الفرص وجود الشراكة الحقيقية والانسجام بين الأطراف المعنية وإذا ما توفرت فرص من هذا النوع سنشارك وبدونه تصعب المشاركة". وأضاف "المدخل الذي يضمن استقرار العراق في هذه المرحلة الحرجة يكون من خلال اتفاقات وتفاهمات بين الأطراف على برنامج محدد، وتوزيع الأدوار، بشكل يضمن المشاركة الحقيقية في الإدارة والقرار السياسي لكافة الأطراف السياسية والقوائم الفائزة".

إلى ذلك يتوجه المالكي إلى دمشق اليوم، للمرة الأولى بعد أزمة دبلوماسية بين البلدين دامت أكثر من عام. وقال مكتب المالكي إن "رئيس الوزراء سيبدأ زيارة إلى سوريا يلتقي خلالها الرئيس بشار الأسد ورئيس الوزراء محمد ناجي العطري". وأضاف أن "الزيارة تهدف إلى تطوير العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين".

على صعيد آخر هددت جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة في العراق بخطف أفراد عائلات سياسيين ووزراء إذا لم يتم إطلاق سراح زوجة وأطفال قائدها القتيل من السجن. وطالبت "دولة العراق الإسلامية" في رسالة أمس بالإفراج عن عائلة أبو أيوب المصري. وكان مضمون الرسالة أن الزوجة والأطفال رهن الاحتجاز منذ شن غارة جوية أمريكية عراقية مشتركة وهجوم بري بالقرب من تكريت، في أبريل الماضي أسفر الهجوم عن مقتل المصري.