وحين تقفل..... مودعاً هذا المساء:
عد إلى الثلاثين.... نزعاً من ثياب السبعين
إلى الأرض التي بذرَت، ذلك البياض
في مفرقيك وعارضيك
إلى الأرض التي انتزعت، ذلك الشباب
من قدميك وساعديك
إلى الجبال التي استمطرت منك:
عاصفة الحب
وفجرت بداخلك سحائب الشعر
إلى الأودية والوهاد التي زرعت فيك
مملكة الألوان
إلى الأرض، التي اصطبغت منك بكل لون
إلى الأرض، التي لا تشبه شيئاً إلا:
لون شعْرِك وهو يتحول إلى – الأبيض –
وحين تقفل.... مودعاً هذا المساء:
قف إلى نافذة الطير المسافر
فقد لا يعود بك هذا الطير إلى المكان القديم
قف.... ثم تذكر....
مساقط الشِعْر، ومنابت المطر
ليل المعاناة
وسحائب أبها....
التي تعدت (بك) إلى الشمال
(جلة الموت) ثم (وادي الحياة)
هذه الأرض التي استضاءت (بفانوس) قبل أربعين سنة
كل هذه الأميال، من السنين، ومن سني الذكريات
هي هذه الأرض: هي شيء منك.... حين
تقفل مودعاً.... ربما... ربما... للأبد.