غابت القضية الفلسطينية إلى حد كبير عن شاشات التلفزة، وانحصرت بأخبار شبه عادية، بعد أن طغت أحداث الربيع العربي على ما عداها.

الحراك الفلسطيني مستمر باتجاه الأمم المتحدة في سبتمبر لطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية. ربما هذا ما يقلق الأطراف الممسكة بقرار المنظمة الدولية، لأنها لن تستطيع في هذه الحالة استخدام الفيتو، بعد أن ضخت الدبلوماسية الفلسطينية وما زالت أقصى ما تملكه لتأمين الأصوات اللازمة للاعتراف.

لم تعدم إسرائيل والولايات المتحدة الحيلة لثني منظمة التحرير والقادة الفلسطينيين من استمرارية التأهب والإصرار على الذهاب إلى نيويورك، فإسرائيل تواصل سياسة الاستيطان لتهويد ما تبقى من القدس ولفرض أمر واقع على العالم، وهي تسعى لعمليات تهجير قسري جديدة للعرب أصحاب الأرض الحقيقيين داخل الكيان العنصري، وترفض المبادرة الأميركية لإقامة الدولتين المتجاورتين على أساس حدود 1967، ومع ذلك تتراجع واشنطن أمام ضغط اللوبي الصهيوني الذي يمسك بأوراق الانتخابات الرئاسية المقبلة، وتتصاعد الأصوات من الحزبين الرئيسيين في أميركا للتشدد بالمواقف ضد الحق الفلسطيني، استرضاء لأصوات اليهود ولملايينهم التي ستضخ لصالح الحزبين.

تحارب الولايات المتحدة الفلسطينيين في لقمة عيشهم إذا واصلوا السير باتجاه نيويورك، وتضيف شرط إبعاد حماس عن أية حكومة جديدة، مقابل مساعداتها، كما تحاربهم إسرائيل بحجب أموال السلطة المجباة من الضرائب. يلتقي الطرفان على تجويع الشعب الفلسطيني، إذا لم يرضخ لشروطهما، وهو ما يحتم على الجامعة العربية، وأمينها العام الجديد التحرك، وتنفيذ الالتزامات المالية التي أقرتها الجامعة العربية لدعم الشعب الفلسطيني.