لم يجد فريق طبي في مستشفى الملك فهد العسكري بالخبر بدّاً من التدخل الجراحي لإخراج 2000 جرام من الشعر ابتلعتها شابة في السابعة عشرة من عمرها على فترات.

وكانت الفتاة قد دخلت المستشفى، الأسبوع الماضي، شاكية من مشاكل في جهازها الهضميّ، وبعد الفحوصات الأولية تمّ تحديد الشكوى في المعدة والأمعاء. لكن الفحوصات الدقيقة كشفت عن مفاجأة وجود كمية كبيرة من الشعر داخل أحشاء المريضة، وبطريقة متشابكة إلى حدّ استحالة إزالته أو استخلاصه بواسطة المنظار، بعد أن أخفق الفريق الطبي المتابع لحالة الفتاة في عمليتي منظار متتاليتين في تحقيق نتيجة إيجابية تسمح بسحب كومات الشعر المتشابكة داخل بطن الفتاة.

وقد تعقّدت المشكلة بالكشف عن وجود التفافات تحيط بمواقع حساسة في المعدة مما صعب على أعضاء الفريق الطبي سحبها. الأمر الذي استدعى تدخلاً جراحياً وفتح بطن المريضة لإزالة الشعر الملتف.

وبحسب اختصاصيين مسؤولين عن متابعة الفتاة فإن الحالة المرضية من هذا النوع تُعتبر حالة نادرة وغريبة، وهي تصنف على أنها الرابعة على مستوى العالم والحالة الأولى من نوعها على مستوى المملكة.

وقالت إحدى قريبات المريضة في تصريحات خاصة إلى "الوطن" إن الفتاة ظهرت لديها مشكلة غريبة قبل مدة، حيث كانت تعمد إلى شعر رأسها لنزعه ورميه، ومع المدة تشكلت لديها بقع من الصلع في رأسها، ثم تطورت الحالة لتبدأ بالتهام الشعر. وأضافت أن الفتاة أصيبت بحرج بسبب المشكلة، وتركت المدرسة، مؤكدة أن الفتاة لا تعاني أية مشكلة عقلية ومتفوقة دراسياً.

وبسؤال الاختصاصية الاجتماعية عائشة العنوني عن رأيها في هذه الحالة المرضية، قالت إن "مثل هذه الحالات يمكن أن تكون تمارس مثل هذا السلوك كعادة للتنفيس عن توتر أو ضغوط داخلية ليجد صاحبها راحة حتى لو كان سليماً من أي مرض نفسي، وقد يدل على توتر نفسية الشخص ويمكن في بعض الحالات أن يحسب مثل هذا التصرف على أنه محاولة للفت الانتباه وجذب أطراف وخصوم في حال المعاناة من مشكلة اجتماعية أو ظرف سيئ. مشيرة إلى أن كل إنسان لديه لازمة نفسية تلزمه كعادة لدى توتره يلجأ لها للتنفيس عن الضغوطات التي يتعرض لها، وفي بعض الأحيان تزيد لدى البعض لتكون مشكلة كما حالة الفتاة هنا".