قال وزير التجارة والصناعة عبدالله بن أحمد زينل أمس إن "المملكة بدل أن تكون محطة بنزين للعالم ستتحول إلى مركز ومصدر للتميز والإبداع والمعرفة".
ولفت خلال حضوره أمس توقيع اتفاقية بين كلية دار الحكمة والبروفيسور فليب كوتلر لتنفيذ برامج ومشروعات مستقبلية على هامش أعمال ندوة التسويق الاستراتيجي بجدة ، إلى أن المملكة كانت من أقل الدول تاثرا بالأزمة العالمية لأن تعاملاتها المالية مبنية على أسس الشريعة الإسلامية ومرتكزاتها.
واختار كوتلر المملكة من أجل إطلاق نظريته الجديدة في مجال التسويق، مشيرا إلى أن ذلك بسبب إيمانها بالتعاملات الأخلاقية. وقال "أريد أن أطلق نظريتي من بلد القيم والمباديء والأخلاق ولا يهمني الربح أو الخسارة المهم أن أعلن من هنا هذه النظرية التي تندرج في أطر المباديء الأخلاقية".
وأوضح زينل أن الاقتصاد العالمي يواجه الكثير من التحديات والظروف التي تتطلب بذل المزيد من الجهود من أجل التغلب عليها مبينا أن هناك الكثير من الأسباب التي أدت إلى الأزمة التي يعاني منها كثير من الدول.
وبين أن من أهم المشكلات التي تواجه قطاع الأعمال الآن هي بناء الثقة بين المتعاملين وهي إحدى المشكلات الجوهرية، مؤكدا على أهمية بناء رأس المال البشري وأن تكون هناك شفافية ومساواة وعدل سواء كان ذلك في مؤسسة أو قطاع أو سوق مالية.
وأشار إلى أن المملكة تركز اليوم في كل خططها على بناء رأس المال البشري المبني على المعرفة حتى تستطيع أن تبني مجتمعا جديدا واقتصادا متناميا.
وأوضح أن ذلك لن يتحقق إلا بتنمية وتحفيز التعاملات المبنية على القيم والأسس والمبادئ وأخلاقيات العمل في مؤسساتنا وقطاعاتنا وفي كافة المجالات.
وأكد أن ندوة التسويق الاستراتيجي ووجود مثل البروفيسور فليب كوتلر في المملكة من شأنه أن يحقق الكثير من الأهداف الإيجابية باعتباره صاحب علم ونظريات خاصة وأن نظريته تتطابق مع الدين الإسلامي الحنيف.
وقال"المملكة سوف تتحول إلى مركز ومصدرومقر للتميز والإبداع والمعرفة، وندرك أن أمامها الكثير من أجل تحقيق ذلك ولاشك أن مثل هذه المنتديات والمؤتمرات والتطوير هي الطريق الصحيح لتحقيقها".
من جانبه أكد البروفيسور فيليب كوتلر أن ما حدث في سوق المال يعود إلى أنه ترك دون وجود قيم ومباديء في التعامل والأخلاقيات مما أدى إلى حدوث هذه الأزمة المالية العالمية وهو عدم وجود التعاملات الإنسانية الرفيعة.
وقال " حين وضعت نظريتي الجديدة التسويق 3 من خلال القيم والمباديء لم أكن أعرف كثيرا عن الإسلام ولكن اكتشفت أن النظرية التي وضعتها كانت مبنية على أسس الشريعة الإسلامية والتعاملات في الدين الإسلامي".
وأضاف "الوزير زينل أدهشني حين قال إن التعاملات في سوق المال السعودي ترتكز على التشريع الإسلامي وهو ما يعكس تكاملا كاملا بين نظريتي الجديدة وما جاء به الدين الإسلامي في التعاملات بين الناس".
وأوضح أن المملكة بلد له ثقل اقتصادي على مستوى العالم ويشهد نموا متسارعا من خلال تطبيق استراتيجيات تنموية من أجل الوصول به إلى مصاف الدول المتقدمة ، مبينا أن اختياره السعودية لإطلاق نظريته الجديدة يندرج وفق فكر خلاق من أن المملكة تؤمن بالتعاملات الأخلاقية المنطلقة من مباديء لا يمكن الإخلال بها ولذلك كانت من الدول التي لم تتأثر كثيرا بالانهيار الاقتصادي الذي حل بالعالم.
وأشار كوتلر إلى أن الأسباب التي دفعته إلى صياغة نظريته الجديدة "التسويق 3 واختياره المملكة لتقديم هذه النظرية يعود إلى ما تتمتع به هذه البلاد من قيم وأخلاق.
وشدد على أن المملكة تعد قوة اقتصادية كبرى في المنطقة وأنها استطاعت إلى حد كبير مواجهة الأزمة العالمية والتقليل من آثارها السالبة.