أكدت القمة العربية الأفريقية الثانية التي أنهت أعمالها أمس في مدينة سرت الليبية في قرار منفصل "احترام سيادة السودان واستقلاله ووحدة أراضيه ودعم كامل المساعي الرامية إلى تحقيق السلام في ربوعه". ودعا القرار أيضا إلى إجراء الاستفتاء بشأن مصير جنوب السودان ومنطقة أبيي "في الموعد المحدد بعيدا عن كل أشكال الضغوط، وتحت رقابة أفريقية وعربية ودولية لضمان نزاهة وحرية وشفافية الاستفتاءين".

ولم يتم الاتفاق على إرسال وفد من القمة يضم خمسة من القادة العرب والأفارقة كما اقترح الرئيس السنغالي عبدالله واد، وتمت الاستعاضة عن ذلك بـ"تكليف رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي والأمين العام للجامعة العربية مواصلة التعاون والتنسيق لمتابعة كافة المستجدات". وطغى الوضع في السودان على كلمات غالبية المتكلمين في القمة العربية الأفريقية نتيجة التوتر الحاصل بسبب الخلاف حول استفتاء تقرير المصير في جنوب هذا البلد.

وأطلق القادة العرب والأفارقة أمس شراكة استراتيجية تشمل ميادين سياسية واقتصادية واجتماعية، حيث أقرت القمة "استراتيجية الشراكة الأفريقية العربية ومشروع خطة العمل الأفريقي ـ العربية المشترك (2011-2016)"، كما صدرت "إعلان سرت" الذي ضم أبرز مواقف المجموعتين العربية والأفريقية من قضايا عدة. وأقرت القمة أيضا عقد القمة الثالثة العربية ـ الأفريقية عام 2013 في الكويت.

وحددت الاستراتيجية مبادئها بـ"احترام سيادة جميع الدول وسلامة أراضيها واستقلالها والامتناع عن التدخل بالشؤون الداخلية". أما أهدافها فهي "العمل على تطوير خطط عمل متوسطة المدى على نحو متتال وإقامة آلية فعالة للتنفيذ والمتابعة".

كما تقرر في إطار "آليات التنفيذ" أن تعقد القمة العربية الأفريقية كل ثلاث سنوات بالتناوب بين البلدان العربية والأفريقية على أن يعقد المجلس المشترك لوزراء الخارجية كل 18 شهرا.

وحول إعلان سرت، فلم يخرج عن إطار المواقف المعروفة وأهم ما جاء فيه "التأكيد على أهمية تبادل الخبرات في مجال حل النزاعات بالوسائل السلمية"، والتأكيد "على أهمية تضافر الجهود العربية والأفريقية لإحداث إصلاح شامل وجوهري للأمم المتحدة".

كما شدد الإعلان على "إدانة الإرهاب بكافة أشكاله ومظاهره والدعوة إلى عقد مؤتمر دولي تحت مظلة الأمم المتحدة لدارسة جريمة الإرهاب ووضع تعريف لها والتفرقة بين الإرهاب وحق الشعوب في مقاومة الاحتلال ورفض ربط الإرهاب بأي قومية أو دين والتعبير عن المساندة لتجريم دفع الفدية للتنظيمات الإرهابية لكونها أحد المصادر الرئيسية لتمويل الإرهاب".

وكان الرئيس المصري حسني مبارك افتتح أعمال القمة بعد مرور 33 سنة على عقد القمة الأولى في القاهرة عام 1977. ودعا مبارك في كلمته إلى "تطوير التعاون ليصبح بحق شراكة أفريقية عربية فاعلة وفقا لاستراتيجية شاملة وخطة عمل محددة وآليات للتنفيذ في إطار زمني متفق عليه يحقق لنا جميعا المصالح المشتركة ويعزز التعاون بين الجانبين في شتى المجالات".

وسلم مبارك بعدما أنهى كلمته رئاسة الجلسة إلى الرئيس الليبي معمر القذافي الذي ركز في كلمته على الوضع في السودان وخصوصا على مخاطر انفصال الجنوب عن الشمال.

وقدم القذافي اعتذارا من القادة الأفارقة على ممارسة بعض العرب في الماضي تجارة الرقيق التي كان الأفارقة ضحاياها.

وشدد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي أعلن أن بلاده ستستضيف أعمال القمة العربية الأفريقية المقبلة عام 2013، على ضرورة "السعي لتحقيق استقرار دائم في السودان الشقيق" موضحا أن بلاده سترعى مؤتمرا لإعمار شرق السودان. أما رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينج فدعا في كلمته الدول العربية الغنية إلى الاستثمار في القارة السمراء والمساهمة بالتالي في إخراجها من "التهميش الاقتصادي" الذي تعاني منه. وقال "إن أفريقيا تسعى للخروج من التهميش الاقتصادي الذي تعاني منه خصوصا عبر تعزيز الاستثمارات وتكثيف التجارة" مع الدول العربية، معتبرا أن التجاور الجغرافي بين الدول الأفريقية والعربية يمثل "فرصة أكيدة".

وشدد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي أعلن أن بلاده ستستضيف أعمال القمة العربية الأفريقية المقبلة عام 2013، على ضرورة "السعي لتحقيق استقرار دائم في السودان الشقيق" موضحا بأن بلاده سترعى مؤتمرا لإعمار شرق السودان.