فرقت الشرطة السودانية أمس نحو 30 شخصا من مؤيدي استقلال جنوب السودان بعد صدامات في الخرطوم بينهم وبين متظاهرين شماليين يؤيدون وحدة البلاد. ونظمت السلطات تجمعا ضخما تأييدا لوحدة السودان قبل ثلاثة أشهر من استفتاء تقرير المصير في جنوب السودان الذي يمكن أن يؤدي إلى تقسيم البلاد. وتجمع نحو ثلاثة آلاف شخص قرب القصر الرئاسي بالخرطوم. وثار غضب المتظاهرين الشماليين عندما هتف نحو 30 سودانيا جنوبيا كانوا يرتدون قمصانا وقبعات برتقالية ويهتفون "لا للوحدة نعم للانفصال". وطالب المتظاهرون الشماليون الجنوبيين بمغادرة التجمع مما أدى إلى صدام بين الجانبين. وتدخلت قوات مكافحة الشغب لتفريقهم.
إلى ذلك قال دبلوماسيون إن رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير طلب من مبعوثي مجلس الأمن الدولي نشر قوات حفظ سلام على طول الحدود بين شمال السودان وجنوبه قبل استفتاء على استقلال الجنوب. وتأتي أنباء الطلب الذي تقدم به كير وسط تزايد التوتر على طول الحدود غير المرسمة جيدا. وتبادل زعماء الشمال والجنوب الاتهامات بحشد قوات هناك. ومن المرجح أن يغضب هذا المطلب قادة الشمال الذين يريدون أن تظل البلاد موحدة واتهموا حكومات غربية بتأييد انفصال الجنوب سرا.
وقال دبلوماسي "طلب سلفا كير نشر قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة على الحدود بين الشمال والجنوب". وأضاف أن الطلب قدم خلال اجتماع في جوبا عاصمة الجنوب الأربعاء الماضي. وأضاف "ستجري دراسة الطلب ولكن مبعوثي الأمم المتحدة لم يتعهدوا بأي شيء لكير". وأكد دبلوماسي آخر مع وفد مجلس الأمن الزائر التقرير، قائلا إن اتفاقية السلام الشامل لا تنص صراحة على نشر قوات لذا فقد يتطلب الأمر بعض "التعديلات".
ويتمركز عشرة آلاف جندي من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في السودان ولا يشمل الرقم المشاركين في بعثة مشتركة مع الاتحاد الأفريقي في دارفور. وقال المتحدث باسم البعثة أشرف عيسى إن ثمة عددا من الضباط يرابطون على الحدود لمراقبة الهدنة بين الشمال والجنوب.