أن تجر طفلة في العاشرة أو الثانية عشرة من عمرها إلى فراش المعاشرة الجنسية مع رجل في مثل سن والدها أو أكبر، تعطي صورة مشوهة عن الإسلام، فالصحافة الغربية تتهكم على إسلامنا الذي يسمح حسب تعبيرها باغتصاب فتيات مازلن في سن الطفولة، ومهما دافعنا عن إسلامنا بحجج مقنعة، فإن صورة مؤلمة لطفلة تتساءل لماذا يحضرونها إلى بيت هذا الرجل أو ذاك، دون أن تفهم شيئاً عن العلاقة الجنسية، تطيح بكل حججنا.

لا يوجد ما يبرر جريمة الاعتداء الجنسي على الأطفال، كما يقول مقال نشرته جمعية مغربية تدعى الرابطة الديموقراطية لحقوق المرأة (جمعية حقوقية نسائية غير حكومية) وهي ترد على الفتوى التي أصدرها في الفترة الأخيرة محمد المغراوي شيخ جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بمراكش، والتي أجاز فيها زواج البنت ذات التسع سنوات، ونقل التقرير موقع " أمان جوردن " وهو موقع متخصص في شؤون المرأة وعنوانه:

http://www.amanjordan.org/a-news/wmview.php?ArtID=24089 تصريحاً للشيخ جاء فيه (هناك بنات في سن تسع سنوات.. لهن من القدرة على النكاح ما للكبيرات من بنات العشرينات فما فوق)! ومن دون إشارة تعجب فقد نقلت "الوطن" على صدر صفحتها ليوم الجمعة الماضي مقولة شبيهة بذلك، حين ادعى مأذون شرعي بأن والدته ألحت عليه أن يدخل على زوجته التي عقد عليها وهي في سن الثانية عشرة، لأنه لا يوجد في البنات صغيرة".

فكما هنا، هناك أيضاً في المغرب والمشرق والشمال والجنوب، أشخاص يبيحون لأنفسهم سرقة الطفولة من أعين الصغيرات ليتلذذوا بأجسادهن البضة التي تحتاج إلى الرعاية والحنان والتنشئة الصالحة، حيث لا تدري من أمر جسدها الذي يثير شهوتهم شيئاً.

ودعونا نتخيل كيف تشعر طفلة وحيدة في غرفة مغلقة وهي تصد بيديها الصغيرتين هجمات رعب جنسية طوال أسبوعين، من دون أن يسمع صرخات استغاثتها أحد، لا أب قاس صم أذنيه عن استغاثتها ولا أم حكيمة لم يروعها انفراد مهووس بطفلتها، وأخيراً تستسلم، وماذا تملك من خيارات غير ذلك.

هذا يحدث في عالمنا المتحضر، والمقال الذي أعادت نشره "أمان جوردن" يصف فتوى الشيخ محمد المغراوي شيخ جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بمراكش "بأنها بمثابة تحريض على الاغتصاب والاعتداء الجنسي على الأطفال، لأن الطفلة لايمكن أخذ رضاها وهي لا تزال تلعب مع الأطفال". ويجب أن نسأل، أليس من السنة موافقة الأنثى على النكاح، وهل يجوز شرعاً أخذ موافقة فتاة لم تبلغ الحلم على نكاحها، وإذا كان ذلك جائزاً فكيف إذن يحجب ميراثها حتى تبلغ ولا تحجب كرامتها؟ سؤال يستحق أن نبحث له عن إجابة.