في إصرار على اقتحام سوق العمل بقوة وإتاحة فرص عمل لبنات حواء يثبتن ذواتهن من خلالها ويكسبن عيشهن, دشنت أخيراً مواطنة سعودية أول مطعم بإدارة نسائية في مدينة أبها, ومنحت فرصة العمل في المطعم لسيدات وشيفات سعوديات يعملن على إعداد الأطباق والأطعمة الخليجية والمأكولات العربية والشعبية التي تخص منطقة عسير وكافة مناطق المملكة داخل مطابخ المطعم.

"الوطن" التقت بالمشرفة على المطعم عائشة عسيري فقالت: إن فكرة طبخ سيدات سعوديات في المطعم تعتبر فكرة جديدة على المنطقة وغريبة، حيث إن إقبال الناس على المطعم بشكل كبير وواضح بسبب علمهن بأن الطبخ من قبل سيدات، ولأن الغالبية أصابهم الملل من مطاعم الوجبات السريعة والمطاعم التي يطبخ فيها العمال الأجانب.

وأضافت أن العزاب يرتادون المطعم ويقبلون على مأكولاته المختلفة طوال الأسبوع بكثرة أكثر من ارتياد العائلات للمطعم، أما في عطل الأسبوع فالعائلات أكثر. وعن سبب الإقبال الكبير على الوجبات التي يقدمها المطعم, قالت هو ميل المجتمع السعودي لأكل البيت وأعتقد أن كثرة الإقبال دليل على نجاح الفكرة. وأضافت عسيري أن عدد الأفراد الذين يرتادون المطعم في اليوم الواحد خلال أيام الأسبوع وصل تقريبا إلى 300 شخص أما في نهاية الأسبوع وأيام العطل فإن العدد يصل إلى أكثر من 500 شخص, فضلا عن طلبات التوصيل للمنازل التي تتم بالهاتف وتلبية الولائم المنزلية والملكات والأفراح وغيرها. وبينت عسيري أن أسعار الوجبات في متناول الجميع وتتراوح بين 15 و 18 ريال للوجبة.

وعن سبب اختيارها هذه الفكرة الجديدة, قالت: هذه الفكرة أتت من زوجي حيث شعر بتميز طعامي ولذته وأيضا حبي للمطبخ والطبخ وأنه لا توجد مقارنة بين جودة طهي المرأة السعودية ومستوى الوجبات التي تقدمها المطاعم. وأفادت عسيري بأن اختيار السيدة السعودية لتوظيفها في المطعم يتم بعد سؤالها عن ما تعرفه وتتميز في إعداده من الأطعمة الشعبية السعودية, أو ما إذا كان لديها أصناف أطعمة سعودية جديدة وما زال هناك مجال لتوظيف أخريات فنحن مازلنا بحاجة إلى شيفات وطباخات سعوديات يعملن لدينا بسبب الضغط على الطلب شريطة أن تكون لديهن مهارة في إعداد الأطعمة السعودية أو إضافة الجديد لطاقم المطعم والأصناف.

وأكدت أن غالبية الزبائن المرتادين للمطعم تطلب الطبخ النسائي لأنهم يجدون فيه جودة الطعام الذي اعتاودا عليه في المنزل، وهناك فكرة ثابتة بأن طبخ السيدة يكون أطعم وألذ وأقرب للطعام الشعبي.

وأضافت أن المطبخ النسائي يقدم وجبتين يوميا هما الغداء والعشاء.

وتقول الشيف السعودية رفيعة عسيري: إنني أعمل في المطبخ منذ افتتاحه وأقوم بعمل جميع الأكلات المعروفة الشعبية والعربية وغيرها ويساعدني في ذلك بناتي الخمس حيث جميعهن ماهرات في الطبخ، وهن لطيفة ونورة ووداد وفوزية وزبيدة عسيري بالإضافة إلى صافية عبده ونورة القحطاني وأحلام يحيى عسيري وفاطمة الشهري، كما أن لدينا ثلاث عاملات سعوديات للتنظيف. وأشارت رفيعة إلى أنها تعمل يوميا من الساعه التاسعه صباحا وحتى الواحدة ليلا، حيث تقوم بتجهيز جميع الطلبات وتحضر للغداء أما بناتها فيأتون إلى المطعم بالتناوب لمساعدتها.

وعن قدرتها على تلبية طلبات الزبائن قالت: إنني أستطيع أن أقوم بذلك وأيضا العمل لفترات طويلة لكن في بعض الأيام يكون الضغط علينا كبيراً خاصة أيام الإجازات ولكننا جاهزات لكل شيء, لأنني تعودت على هذا الأمر ولأن هوايتي هي الطبخ، والعمل مقسم بين الجميع داخل المطعم.

وعن الصعوبات التي تواجهها في العمل قالت: لم تكن هناك أي صعوبات لحبي لهذا العمل ومن أحب عمله أبدع فيه.

أما عن نظرة المجتمع لها فقالت: أنا لا أخجل من عملي لأنه عمل شريف وفي مكان خاص جميع من فيه من النساء، والطبخ هو عمل المرأة في الأساس. وعن الدخل المادي من العمل في المطعم ومدى تناسبه مع طول فترة العمل قالت إن الدخل جيد ولله الحمد والقادم أفضل.

وختمت رفيعة حديثها بأن هناك أفكارا جديدة ومبدعة سوف تقدم في الأيام المقبلة لزبائننا ولن أتهاون في تقديم كل ما هو مفيد لعملي ومجتمعي، وتمنت رفيعة دعم رجال الأعمال لمثل تلك المشاريع النسائية.