"ماء.. وماعز.. ومساحيق بيضاء.. وجملة سحرة" ذاك ما كان في استقبال لاعبي المنتخب المصري لدى وصوله نيامي في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس استعدادا لمواجهته مع النيجر غداً في الجولة الثانية من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأفريقية 2010.

وكان مطار نيامي شهد واقعة غريبة جداً حيث فوجئ كل أفراد بعثة المنتخب المصري لدى خروجهم من المطار بعدد من السحرة يقفون أمام الأبواب ويرشون مياهاً على كل أفراد البعثة، وهم يمسكون بالماعز في محاولة من جانب سحرة النيجر يظنون أنها ستبطل مفعول نجوم المنتخب المصري أبطال أفريقيا في آخر ثلاث نسخ على التوالي من بطولة كأس الأمم.

وتجمهر عدد كبير من جماهير النيجر لرؤية أبطال أفريقيا ونجومها الكبار، وكان من بينهم عدد من السحرة الذين تسمروا أمام بوابات الخروج وظلوا ينثرون المياه على اللاعبين ويتمتمون ببعض التعاويذ وهم يحملون الماعز.

وفي بداية الأمر تعامل لاعبو مصر مع الأمر على أنه مجرد مزحة، إلا أن الأمر تطور بعد أن حاول السحرة منع اللاعبين من الخروج، وهو ما دعا قائد المنتخب الحارس عصام الحضري إلى الاستعانة برجال الأمن الذين رفضوا التدخل خوفاً من انقلاب السحرة عليهم.

وكاد الحضري يشتبك مع أحد هؤلاء السحرة بعد أن ألقى عليه نوعا من المساحيق البيضاء وهو يحاول اختراق حشود الجماهير في طريقه إلى خارج المطار، وتكرر الأمر مع بقية اللاعبين، وهو ما جعل مهاجم الزمالك عمرو زكي يخرج عن شعوره ويوجه لكمة قوية إلى أحد السحرة أسقطته أرضاً وسط صرخات غضب ورعب من قبل جماهير النيجر، فيما تسلح نجم مصر محمد أبوتريكة بالقرآن الكريم، وظل يردده وتبعه عدد من زملائه بصوت عال حتى خروجهم.

والمثير أن مطاردة السحرة للاعبي منتخب مصر لم تنته داخل المطار أو أمام بوابات الخروج، بل استمرت في الطريق المؤدية من المطار إلى فندق الإقامة، حيث نجح أحد السحرة في الوصول إلى الفندق أثناء تواجد البعثة في البهو الخاص به لحين توزيعهم على غرف النوم، وأطلق أحد السحرة ماعزاً بعد أن ظل يتمتم في أذنه على مرأى ومسمع من الجميع في اتجاه اللاعبين الذين ظلوا يركضون هنا وهناك تفاديا للاحتكاك مع الماعز في مشهد مضحك جداً.