أجمع عدد من الأئمة والخطباء في العاصمة المقدسة في خطبة الجمعة أمس على أن التعرض بالقدح في أمهات المؤمنين، هو قدح في كتاب الله، وفي النبي صلى الله عليه وسلم. وأشاروا إلى أنه من غباء بعض المغرضين أن يتحدثوا حالياً في موضوع فصل فيه القرآن الكريم بآيات، تتلى إلى يوم الدين، وردت في سورة النور، وتضمنت حادثة الإفك، وأنه يكفى عائشة رضي الله عنها البراءة التي جاءت من فوق سبع سموات فضلا، وشرفا عظيما، وهي التي اختارها الله تعالى زوجا لنبيه صلى الله عليه وسلم، كما جاء في الحديث الذي أخرجه الشيخان عنها رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أريتك في المنام مرتين أي أنك في سرقة من حرير ويقال هذه امرأتك فاكشف عنها فإذا هي أنت فأقول إن يكن هذا من عند الله يمضه".

وأكد إمام وخطيب جامع عبدالرحمن فقيه بحي العزيزية الشيخ الدكتور أحمد بن نافع المورعي، أنه يكفي لفضل أم المؤمنين عائشة أن ربع أحكام الشريعة الإسلامية التي جاء بها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم روتها ونقلتها لكافة المسلمين في وقتها والعمل بها، مضيفاً أن النبي صلى الله عليه وسلم بين فضلها على النساء بقوله "كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون، ومريم ابنة عمران، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام".

فيما أوضح إمام وخطيب جامع والدة الشيخ الدكتورعبدالرحمن السديس بضاحية الشرائع بمكة المكرمة الشيخ سعيد الغامدي في سياق خطبة الجمعة، أن من بركة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها على الأمة أنها سبب لنزول آية التيمم، مبينا أنها مع كثرة فضائلها رضي الله عنها تخشى الثناء، وتتقيه فقد أخرج البخاري أن ابن عباس رضي الله عنهما استأذن على عائشة وهي مغلوبة أي بمرض الموت، فقالت أخشى أن يثني علي، فقيل ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن وجوه المسلمين، قالت فأذنوا له فقال: كيف تجدينك، فقالت بخير إن اتقيت، قال رضي الله عنه فأنت بخير إن شاء الله زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يتزوج بكرا غيرك، ونزل عذرك من السماء، فلما جاء ابن الزبير قالت له جاء ابن عباس، وأثنى علي وودت أني كنت نسيا منسيا".