عانت ابنتي الصغيرة منذ ولادتها من الشخير وضيق التنفس أثناء النوم مما يؤدي بها إلى الاختناق ونضطر لإيقاظها والسهر عليها بمرافقة زوجتي بالتناوب حتى يكتمل عمرها ثلاث سنوات وراجعت المستشفى العام لكوني معلماً وللأسف الشديد أفادوني أنه ليس لديها شيء وهي بخير ومع مرور السنون ستزول اللحمية التي لديها ... تفاقمت حالتها .واضطررت لعرضها على استشاري أطفال سعودي ، قبض قيمة الكشف مبلغ 200 ريال سعودي في مستشفى خاص شهير في مدينة الضباب السعودية أبها الذي أوصى أن لديها لحمية تُعيق تنفسها ، وبأسلوب التخويف أفاد أنه يجب إجراء العملية عاجلاً وإلا ستضطر الطفلة للاختناق أثناء النوم مما قد يُسبب الوفاة ، وأن قيمة العملية مبلغ بسيط فقط ألفان وخمسمئة ريال سعودي .

بعد يومين سددت المبلغ للمستشفى ، أخذوا طفلتي إلى غرفة التخدير ورافقتها إلى باب غرفة العمليات وبعد ما يُقارب الساعة أتت الممرضات بطفلتي على سريرها تكفي وتصرخ والدم يخرج من فمها ، وبعد ما يُقارب الساعتين أتوا لها في المستشفى بأيسكريم وطلبوا أن تأكله وفي الساعة العاشرة ليلاً وجدت زوجتي تحادثني هاتفياً وتقول المستشفى يُريدون إخراجنا ويقولون البنت بخير ... انطلقت بالسيارة وأنا أفكر لماذا يُخرجونهم في هذا الوقت المتأخر فدخلت الممرضة وقالت وقع هنا؟ ذُهلتُ مما قرأت وإذا به طلب خروج على مسؤوليتي الشخصية لطلبي أنا ذلك وتحت مسؤوليتي أي مضاعفات أخرى. قالت الممرضة الطبيب هو من أوصى بالخروج ، قلت إذا غيّروا الأوراق وسجلوا أن الخروج بناءً على نصيحة الدكتور فرفضت وقالت هكذا النظام لدينا فقلت لها لن أوقع على شيء ما دمتم أنتم من يُريد خروجنا .... وأتي الطبيب ووقع أنه هو من يوصي بالخروج وسألته : ( دكتور أسألك الله العظيم هل أزلت اللوزتين ؟ ! ) قال لي : لا لا ما شلنا إلا اللحمية ولا تخاف بنتك بألف خير أخذت ابنتي وعدت لمنزلي وطوال الليل وحرارتها مرتفعة ، فاضطررنا أن نذهب بها للمستشفى العام الذي أفادني بأن الحرارة طبيعية مرتفعة لإزالة اللوزتين .... قلتُ : لا لم تُزل اللوزتان بل اللحمية فقط .... فقال : لا المُزال أمامي اللوزتان ... حينها سقِط في يدي وطلبتُ من الطبيب في المستشفى العام تقريراً فرفض اتجهت إلى الهيئة الطبية وقدمتُ خطاباً فطلبوا مني تقريراً طبياً ! وبدأت رحلة المراجعات لمعاقبة الدكتور المتساهل والمتهاون والذي يهمه الربح السريع ولو على حساب المهنة .... وبعد ما يُقارب الثلاثة أشهر من المعاملات والمراجعات والتي تجاوزت أكثر من خمسين مراجعة استدعاني مدير الهيئة المسؤول وهو استشاري سعودي... وبعد الكشف على طفلتي كذب عليّ وقال لي إن اللوزتين لم تُزالا وأقسم لي أنهما موجودتان وبالكامل وأن تقارير الأطباء خاطئة وأنني أخطأتُ في حق الاستشاري السعودي ... ويجب الاعتذار منه ... وبعد سنتين من القضية يُفاجئني استشاري آخر سعودي الجنسية في مستشفى طبي شهير بمدينة جدة بقوله لي في مناسبة مرضية لفتاتي إن اللوزتين قد أُزيلتا من الوجود ومنذ زمن .