"أنا آسف".. كلمتان رقيقتان خفيفتان.. تذيبان جبالا من العتب واللوم والمؤاخذة.. نحفظ هاتين الكلمتين.. لكننا لا نتلفظهما أبدا.. هل تذكر آخر مرة قلت فيها:" أنا آسف"؟!

"كلكم خطاؤون وخير الخطائين التوابون".. من شروط التوبة الندم ـ "الندم توبة"ـ الندم يدفعك إلى التماس المغفرة والسعي إلى ذلك.. لا أحد لا يخطئ، وبالتالي لا أحد مستثنى من الاعتذار.. لكن الواقع يقول إن الناس عند الخطأ أنواع..

الأول: إنسان يخطئ فيبادر للاعتراف بالخطأ.. يعلن الاعتذار بشجاعة ويخلي مسؤوليته.. الاعتذار عن الخطأ فضيلة ومن شيم النفوس الصحيحة، ولاسيما أن الإنسان سيتحرر من أغلال عدة.. أبرزها عقدة الذنب التي ستلاحقه فيما لو أصر على موقفه.. وحينما يعتذر الإنسان صراحةً ـ دون مخاتلة أو مواربة ـ فهو يقطع الطريق على كل من يريد استغلال هذا الخطأ للنيل منه.

الثاني: إنسان يخطئ وينكر الخطأ، ويحاول إقناع الآخرين بهذا الخطأ.. وهذا إما أنه صاحب هوى، أو ضال على غير هدى، أو إنسان جاهل.

الثالث: وهو أسوأ الناس.. يجوز تسميته بصاحب الاعتذارات المزيفة.. رجل يخطئ ويبرر الخطأ بقوله إن الناس أساؤوا فهم ما يقصد، وضلوا الطريق عن المعنى الحقيقي.. فتجده يبدأ بتوزيع التبريرات الواهية هنا أو هناك.. وأحيانا يستبق ردة الفعل ويبادر إلى تمييع الخطأ، وصرف انتباه الناس إلى جزئيات فرعية، عن الجزء المهم..التهرب عن الخطأ هروب عن المسؤولية.. إنسان من هذا النوع ، متخاصمٌ مع نفسه، مضطرب التفكير، لديه شعور بالاستعلاء والفوقية.

الخلاصة: حينما تخطئ بادر إلى الاعتذار.. قل: "أنا آسف.. لقد أخطأت.. أرجو قبول اعتذاري"..

ليس مهما قبول اعتذارك وأسفك.. المهم أن تعتذر.