يشهد ملتقى نادي مكة الأدبي الثالث الذي ينطلق اليوم تحت عنوان "المثاقفة الإبداعية...ائتلاف..لا اختلاف" طرح 18 ورقة عمل مقدمة من عدد من الأكاديميين والمثقفين في ست جلسات تبدأ مساء اليوم بجلسة يديرها الدكتور حامد الربيعي وتطرح فيها أربعة أبحاث، أما الجلسة الثانية التي تديرها الدكتورة هيفاء فدا فتطرح فيها ثلاثة أبحاث، وغدا ستكون هناك أربع جلسات يدير الأولى منها الدكتور عاصم حمدان، والثانية يديرها الدكتور حسن باجودة، والثالثة يديرها الدكتور عبدالله الزهراني، بينما يدير الجلسة الرابعة فائز جمال.
وينتظر أن تشهد جلسات الملتقى الذي يصفه المراقبون بأنه (نخبوي بحت) جدلا علميا رصينا فتحت عنوان "رحلة النبض العربي إلى الغرب" تبحث الدكتورة مريم البغدادي في تأثير الفكر الحضاري العربي – الإسلامي، ومن ضمنه الأدبي، الشعري منه على وجه الخصوص – وفي الثقافة الغربية، في المرحلة الذهبية لهذا الفكر وهي المرحلة الأندلسية التي أكدت الدراسة المقارنة – شرقية وغربية منصفة – الأثر الكبير الذي تركته الحضارة الإسلامية والعربية آنذاك في الثقافة الأوروبية، مبينة أن رابط اللغة – وهي وعاء هذا الفكر، وعلى اختلاف لهجاتها – هو من ساعد على رحلة الفكر إلى المهاجر الجديدة قديماً، ثم كمونها في الذاكرة الجماعية، وتلونها ببيئاتها الجديدة ثم انطلاقها إلى العالم القديم كله – وخاصة اليونان وإسبانيا منذ (1450ق.م) عبر نشاط الفنيقيين التجاري.
ويتناول الدكتور محمد عريف عدداً من الأطروحات اللسانية لتيار الحداثة ويرد عليها من معطيات علم اللسانيات الحديث Modern Linguistics مستشهداً بآراء العلماء الغربيين خصوصاً وبعض العلماء العرب.
ويسعى الدكتور حسن البنا عز الدين في "نموذج من ترجمة الشعر العربي الكلاسيكي إلى الإنجليزية" إلى استكشاف علاقة الترجمة الأدبية، وخصوصاً ترجمة الشعر العربي القديم إلى اللغة الإنجليزية، بالثقافة التي نشأت فيها هذه الأعمال.
وتتعرض ورقة الدكتور عبدالرحمن الوهابي "الفكر العربي من منظور الروائي الأميركي بعد أحداث سبتمبر 2001" للرواية الأميركية المعاصرة المكتوبة بالإنجليزية بعد الأحداث التي تعرضت فكرياً للمفاهيم نحو العالم العربي عامة والسعودية بخاصة. ويتناول الوهابي ذلك من خلال عينات لكل محور من محوري الدراسة وهما أولاً: محور النصية والفكر الوسطى، وتناقش هذه الرؤية من خلال آليات التعبير والسرد في الأحداث والشخصيات والمكان. والمحور الثاني: هو النصية والفكر المتطرف، ومناقشة هذه الرؤية وموازنتها بالأولى، والأسباب التي تقف خلف الرؤية الفكرية وتنوعها.
وفي ورقة بعنوان "المثاقفة الفكرية الأدبية بين الأدب العربي والأدب الأردي بين محمد إقبال والأدباء السعوديين" يتناول الدكتور عبدالله مبشر الطرازي حديث إقبال عن دور الأمة العربية في حمل الرسالة الإسلامية وخدماتها للإنسانية، وعن معاناتها مع الاستعمار وبيان أحوال المسلمين، ويخص محمد إقبال الحديث عن المملكة العربية السعودية ودور جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود – طيب الله ثراه – في دعوته إلى التوحيد والتضامن العربي الإسلامي، مع ذكر أبيات شعرية لمحمد إقبال عن كل ذلك.
بينما تهدف ورقة الدكتورة مها العتيبي إلى معرفة دور الترجمة في تحقيق المثاقفة المتوازنة، ولتحقيق هذا الهدف تم التطرق لمفهومي الترجمة والمثاقفة، وتحديد علاقة الترجمة بالمثاقفة.
إلى ذلك، يشهد حفل الافتتاح الذي تستضيفه ظهر اليوم قاعة ماربيا للاحتفالات تكريم الأكاديمي المخضرم الدكتور حسن باجودة والكاتب عابد خزندار (74 عاما) الذي سيتعذر حضوره لظروفه الصحية.