"يمكن ما قلتلك إنك أنتَ حبيبي
لكن أدمتلك عمري يا حبيبي
يا أحلى عمر اللي جاي
بدي أحكيلك حكاية
إلك فيها إنك أنت حبي ونصيبي"
مع فنجان قهوة صباحية ساخنة، ترافقني كلما كتبت مقالا هنا، يأتيني صوت جوليا بطرس الآن لتشعر معه وكأن إحساسها في غنائها للكلمات يأبى إلا ويجعلك تتمتع بتدفقها كمطر ينقر وشله على نافذة القلب، فيبيت النبض في صدرك شعورا لذيذا بالحياة، فما قيمةُ الحياة دون حبّ كما يقولون؟! طعمُ صوتها وكأنه طعم حبّات كرز شهية تتعانق والحلم في سماوات صافية راقية، يكاد ينسكب إحساسها الصافي كالحليب في كأس المشاعر الإنسانية، التي أنعم الله بها علينا، وفطرنا بها منذ أن رضعنا الحياة مع حليب أمهاتنا، إنه في جوفنا فطرة كما فطر الأرض على الحياة، مع ذلك يلحّ السؤال: لماذا هذا الحبّ بات أشبه بجنينٍ ناقصٍ في حياتنا !؟ لماذا بات عابر سبيل لا قيمة له في ظل طغيان المادة على يومياتنا!؟ لماذا بات بحثنا عن السعادة في مجرد كماليات وماديات نتملكها بالأقساط والقروض والديون ونضيعُ الحبّ من خواطرنا؟! أ لأننا تربينا على أنه "عيب" و "حرام"!؟ ربما لأنهم أسمعونا منذ صغرنا أنه "جريمة" يحكم على أصحابه بسوء الأخلاق!! أو قد ينتهي بفضيحة في ظلّ مطاردة "جمسات" بعضهم التي أحالت أحلام زيجة مستقبلية إلى كابوس مستقبلي يحاكم صاحباه بالسجن و الجلد!
هكذا بتنا نخاف الحبّ المباح بعد أن انحرف به "العيب" و"الحرام" لمجرد "ممارسة عاطفية للتسلية" وربما "لممارسة الاستغلال" في علاقات عابرة !! بل هذا العيب وهذا الحرام حول بعض علاقات الأزواج ببعضهم إلى علاقة عجز عاطفي للتعبير عن حبّهم لبعضهم! ولا أكذب عليكم، تؤلمني حكايات بعض الفتيات ممن يعشن قصصا حسبن فيها أن الحبّ الذي يتعلقن به حبل نجاة يخرجهن من شرنقة الممنوع الأسري والاجتماعي وقسوته الذكورية عليهن!! فحب الفتيات السعوديات حبّ يتشبث بالحياة لمن لا حياة لها، فيما شبابنا يجدون هذا الحب حقّا ذكوريا ومشروعا رجوليا، يجعل أحدهم واهما بأنه رجلٌ حرٌ لا ينجب الزمن مثله، لأنه كسر عادات المجتمع وتقاليده!؟ وحين ينتهي من غزواته العاطفية المنحرفة يعود لعبودية المجتمع بعاداته وتقاليده حين يقرر الزواج بطريقة تقليدية وفق خطط عائلية يرى فيها العروس بعيني أمه وأخواته الفتيات!! ويتحول من رجل حر إلى رجل يبحث عن شماعة يبرر بها استغلاله لفتيات بريئات!! ولكن ما يحزنني أكثر هنّ الزوجات اللاتي لا يعرفن من علامات حبّ أزواجهن لهن إلا "السرير" و"إنجاب الأطفال" !! فيما أزواج هؤلاء أنفسهم لم يعرفوا أيضا من زوجاتهم إلا "الجسد"! وحين ينتهي جمال الجسد بعد الإنجاب أو مرور السنين يبحثون عن حب جسدي آخر يبررون به لأنفسهم شرعية خيانة مراهقة أو وناسة أو مسيار توفره الزيجات المعلبة !!
يااااه، كم يضيعُ بعضنا قيمة الحبّ الإنساني الذي ينتهي إلى ما انتهى له صوت جوليا الذي أسمعه الآن.
"قدري كلو يا حياتي مرسوم بعينيك
حبيبي .. حبيبي.. حبيبي
حبيبـــ ..... ـي"
http://www.youtube.com/watch?v=1LAWqBLaIJc