السعادة الشخصية لا يجب أن ترتبط بالمجتمع المحيط بالإنسان أو الظروف التي تحكم هذا المجتمع، بل السعادة الشخصية نابعة من شعور الإنسان الداخلي ورضائه عن حياته بكل ما يعتريها من متغيرات أو سقطات، ومحاولته الخروج من هذه العثرات بالإرادة ليحتفظ بنفس سعيدة، هذا ما أكده الباحث الهولندي "يان لاتين" في بحث أعده لمكتب الإحصاء الرسمي المركزي، وأعلنت نتائجة أمس الاثنين.

قال الباحث إن 90% من الهولندين يشعرون بالسعادة الشخصية المنبعثة من أعماقهم، الناجمة عن رضاهم بحياتهم، وليس لهذه السعادة صلة بـمدى ارتياح هؤلاء أو انسجامهم مع المجتمع المحيط بهم، بل مصدر السعادة شعورهم بأنهم حـققوا ما أرادوه لأنفسهم على المسـتوى الشخصي.

وأكد الباحث أنه حتى هؤلاء الذين طلقوا أو انفصلوا عن نصفهم الآخر في الحياة الزوجية أو قصص الحب، لا يعانون من التعاسة المطلقة، بل أكدت نسبة 70% منهم أنهم يشعرون بالسعادة، وأن قرارات الانفصال بقدر ما كانت مؤلمة في أيامها الأولى، إلا أنه تم تجاوز مشاعر الألم، لأن الانفصال جاء بإرادة كل طرف، ومن منطلق رغبته في العثور على السعادة الحـقيقية في اتجاه آخر جديد، وبالتالي فإن هذه النسبة الكبيرة سالفة الذكر من المطلقين أو المنفصلين يشعرون بسعادة ورضا داخلي عن حياتهم الحالية.