طالب مثقفون ومثقفات في احتفالية وطنية بمتحف عبدالرؤوف خليل بجدة من يمتلكون مقتنيات شخصية توثق سيرة الوطن بإيقافها خيريا لصالح الوطن. معتبرين أن هذه الموروثات لا تقدر بثمن وهي من حق الوطن.
ودعا وكيل وزارة الإعلام السابق الدكتور أبوبكر باقادر المالكين لموروثات تاريخية إلى اتباع نهج الشيخ عبدالرؤوف خليل في وقف المقتنيات التاريخية الشخصية من أجل الوطن والمجتمع. مؤكدا ندرة الأوقاف المتحفية في العالم، حيث من النادر أن يقوم أصحاب متاحف ومقتنيات شخصية بوقفها من أجل أن ينتفع ويستمتع بها الناس.
وأضاف خلال كلمته التي ألقاها خلال احتفالية اليوم الوطني ـ والتي أطلقها متحف جدة (أحد متاحف الشيخ عبدالرؤوف خليل رحمه الله) خلال الأسبوع المنصرم بحضور عدد كبير من الأدباء والمثقفين والفنانين منهم الدكتور عبدالله مناع، والفنان الدكتور عبدالله رشاد، والمؤرخ عدنان عدس والحقوقية سعاد الشمري ـ "أتمنى أن تستثمر كل الجهود والطموحات في هذا المجال؛ وأن تصل هذه الرسالة. ذاكرا أنه عاصر بدايات الشيخ عبدالرؤوف خليل عندما كان يهتم بإنشاء متحف وطني، وكانت لديه رؤيا تبقى طوال الزمن، لأنه كان يؤمن بحقيقة أن المجتمعات بثقافتها وتاريخها وهويتها تبقى طوال الزمن، مضيفا أن هناك مقتنيات توثق لدى القاصي والداني بأن تاريخا لدى المجتمع في الثقافة والتراث، وأن ما نراه هو حقائق لما كانت عليه الناس في هذه الأرض، وأقل ما نقدمه لقاء ذلك العمل الإنساني النبيل وهو التعريف بهذا المتحف. داعيا المشاركين إلى دعم التعريف بالمتحف والثقافة المتحفية كل في مجاله.
من جهته، طالب المشرف العام على مجموعة متاحف عبدالرؤوف خليل يوسف كيكي من يمتلكون أثرا تاريخيا لأرض المملكة في شتى أصقاعها بعدم حجب الموروث التاريخي. معتبرا أنهم يمتلكون وثائق لعناصر التاريخ السعودي، وأن التاريخ ملك للوطن وللجميع وليس لشخص واحد. مشددا على أن حضارتنا وأصالتنا توثيقها ودلائلها التي بقيت لا تقدر بثمن، وباقي الأمم والأمم التي ستلينا لن تعلم شيئا عنا إلا من خلال موروثنا، والذي نباهي به في متاحفنا.
وطالب باقادر بأن يعمل الجميع على التضامن لخلق بيئة ثقافية متحفية، والعمل على تضمين ذلك متاحف وطنية رسمية تتوج كل الممتلكات الوطنية الشخصية في مكان واحد.
مؤكدا أن متاحف عبدالرؤوف خليل هي متاحف للحضارات الإنسانية في أرض السعودية منذ ما قبل التاريخ إلى عصرنا الحالي، وقد أوقفها الشيخ عبدالرؤوف خليل ليعود ريعها للمجتمع ومحتاجيه. ودعا الفنان عبدالله رشاد من وُهبوا الفن والإبداع إلى المشاركة في التوعية بالثقافة والأدب والفن في تكريس حب الوطن؛ وكل بطريقته التعبيرية وأدواته الطبيعية التي وهبها الله له. معتبرا أن الفن والأدب والثقافة رسائل إنسانية نبيلة، وأدوات جيدة لبث رسائل تكرس الدور الوطني لدى كافـة شـرائح المجتمع وخاصة إن كان لديهم حس وطني واع.