يصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الى مدينة سرت الليبية توطئة للمشاركة في أعمال لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية يوم غد والقمة العربية الاستثنائية بعد غد، وذلك في وقت ما زالت فيه الحكومة الإسرائيلية تتلكأ في اتخاذ قرار بتمديد تجميد الاستيطان لاستئناف المفاوضات. وأفاد مسؤول فلسطيني لـ"الوطن" أن عباس سيطلع لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية على التفاصيل الكاملة للمفاوضات التي جرت بعد إطلاقها في واشنطن مطلع سبتمبر الماضي والاتصالات واللقاءات التي جرت لاحقا مع مسؤولي الإدارة الأمريكية.

واستبعد المسؤول "مفاجآت" في خطاب عباس وإن كان أشار إلى أنه "ستكون هناك مصارحة سواء ما يتعلق بالشق السياسي ومطالبة العرب مساندة الموقف الفلسطيني وتنفيذ القرارات العربية بهذا الشأن أو ما يتعلق بتأخر الدعم العربي ماليا إلى السلطة الفلسطينية التي تعاني من عجز مالي أو لتلكؤ العرب في تنفيذ قرارهم الذي اتخذوه في قمة سرت الأخيرة بدفع 500 مليون دولار للقدس". وذكر المسؤول أن "الرئيس الفلسطيني سيضع العرب في صورة التطورات الأخيرة فيما يخص جهود المصالحة الفلسطينية وسيؤكد على دعمه ودعم السلطة لهذه الجهود من أجل إنهاء حالة الانقسام".

وفي وقت غادر فيه المبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشيل إلى واشنطن بانتظار قرار إسرائيلي بشأن مطلب تمديد تجميد الاستيطان، فإنه من المرتقب أن تشهد الفترة ما بعد القمة العربية تحركات دبلوماسية أمريكية وأوروبية في محاولة لإنقاذ الموقف واستكشاف المواقف من مبادرات بما في ذلك دعوة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للقاء في باريس يشارك فيه الرئيس عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني عبدالله الثاني ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إضافة إلى المضيف الفرنسي.

غير أنه ومع استمرار التلكؤ الإسرائيلي المشوب بالكثير من الابتزاز خاصة للولايات المتحدة فيما يخص الاستيطان، فقد كشفت معطيات إسرائيلية أن الجرافات الإسرائيلية تعمل ومنذ انتهاء فترة تجميد الاستيطان في 26 من الشهر الماضي على إقامة 350 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنات الضفة الغربية.

وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية "في هذه الأثناء فإن المستوطنون راضون عن بدايات البناء الكثيرة التي تمت في غضون عشرة أيام. ففي كدوميم يعملون على بناء 56 وحدة سكنية، وفي مستوطنة أرئيل تعمل الجرافات على وضع صفين من المباني المتدرجة التي ستبنى عليهما 54 وحدة سكن لمخلي نتساريم. وبالتوازي تجري أعمال المساحة الشاملة في المكان بسبب مشاكل في تقسيم الأراضي". وأضافت الصحيفة "إضافة إلى ذلك بدأت أشغال لبناء 56 وحدة في كرمي تسور، أما في أدام فقد بدأت أعمال تمهيد للتربة لـ24 وحدة سكن". ونقلت الصحيفة عن رئيس مجلس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية داني ديان قوله "البناء في الضفة يعود إلى الوضع الطبيعي. بعد عشرة أشهر زائدة، ضارة ولم تجلب منفعة لأحد، نعود إلى الحياة الطبيعية، عندما يشد أحد ما على عنق آخر بعد عشرة أشهر لا يعود إلى التنفس أربعة أضعاف بل يعود إلى التنفس الطبيعي. هذا ما يحصل في المستوطنات الآن".