واصلت محكمة أمستردام أمس نظر قضية محاكمة زعيم اليمين المتطرف عضو البرلمان الهولندي جريت فيلدرز، بتهمة التحريض على الكراهية والتمييز وإهانة المسلمين. وطلب المتهم من المحكمة الاستناد إلى شهادة ثلاثة أشخاص عبر وثائق وتقارير سبق وأن قالها هؤلاء، وهي وثائق تؤيد تطاوله واتهاماته المسيئة للإسلام والقرآن، والشهود الثلاثة هم المستعرب الهولندي هانس يانسين المعروف بعدائه الشديد للإسلام، ونظيره الهولندي سيمون إدميرال، والناشطة ضد الإسلام وفاء سلطان وهي سورية الأصل أمريكية الجنسية.
وقال دفاع فيلدرز امام المحكمة، إن الاطلاع على الوثائق والمستندات المتعلقة بأقوال هؤلاء وشهادتهم ضد الإسلام، إنما تدعم وجهة نظر فيلدرز وتفكيره الحر حول الإسلام، وستؤدي في النهاية إلى تبرئة فيلدرز من التهم المنسوبة إليه.
وستحدد المحكمة لاحقا إذا ما كانت ستستدعي أمامها الشهود الثلاثة لسماع أقوالهم، أم ستكتفي بقراءة المستندات والوثائق المقدمة حولهم. وأكدت المحكمة أن قراءة هذه الوثائق سيستغرق ساعات طويلة، حتى تتخذ المحكمة قراراها.
وشاهدت هيئة المحكمة التي تتولى محاكمة فيلدرز بتهمة خطاب الكراهية أمس فيلم "فتنة" المناهض للإسلام والذي يربط آيات من القرآن بمشاهد عنف. وهو الفيلم الذي أهان مشاعر الكثير من المسلمين في أرجاء العالم حينما أنتج عام 2008.
ويتهم فيلدرز بالتحريض على الكراهية ضد المسلمين عبر فيلم "فتنة" وعبر العشرات من التصريحات العلنية التي شبه فيها الإسلام بالفاشية داعيا إلى "منع هجرة المسلمين وحظر القرآن".
وينكر فيلدرز ارتكابه أي انتهاك للقانون مشيراً إلى أن تصريحاته تلك "تحميها مبادئ حرية التعبير ويؤيدها أكثر من مليون هولندي صوتوا لصالحه في يونيو الماضي خلال الانتخابات العامة".
وإذا أدين فيلدرز فسوف يواجه عقوبة بالسجن لمدة عام.
يذكر أن فيلدرز يعد أول سياسي في هولندا تتم محاكمته بتهمة إثارة الكراهية والعنصرية ضد المسلمين، وإنتاجه فيلم الفتنة الذي طلب خلاله إحراق القرآن ووصفه بكتاب كفاحي لهتلر.
إلى ذلك رفضت محكمة فى لاهاي أمس طلب اعتقال الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانج يودويولو، وذلك فى الدعوى القضائية العاجلة المقامة ضده من قبل رئيس جمهورية الملوك الجنوبية "جمهورية مالوكو الجنوبية" في المنفى جون واتيليت، والتي يتهم فيها الرئيس الإندونيسي بإهدار حقوق الملوكيين، وانتهاك حقوق الإنسان وتنفيذ اعتداءات جسيمة.
وقالت المحكمة "لا يمكن اعتقال الرئيس الإندونيسي استجابة لطلب رافع الدعوى"، كما الدعوى المقامة ضده تم رفضها أيضا، وطالبت المحكمة بتحميل رافع الدعوى واتنليت دفع تكاليف الدعوى وأتعاب المحاماة استنادا على رفضها.
وقد أعلن محامي واتليت ويدعى اغبرت تاتيو عن قيامه بالطعن فى قرار المحكمة أمام محكمة الاستئناف، مؤكدا أن الرئيس الإندونيسي متورط في التهم المنسوبة إليه فى الدعوى.
وبناء على قرار المحكمة، عاودت إندونيسيا الاتصالات مع الحكومة الهولندية، لتجديد موعد زيارة الرئيس الإندونيسي للاهاي، والتي كان مقررا لها أمس، وأرجئت بسبب الدعوى القضائية ومخاوف اعتقال يودويونو في لاهاي، وسيتم تحديد موعد جديد للزيارة الرسمية ومرتقب أن تكون غدا الجمعة، وستتناول العلاقات بين الجانبين، وكذلك ملف حقوق الإنسان.