حينما أتحدث عن الشأن الصحي في المملكة، فذاك لأنني أنتمي إلى هذا المرفق الملتصق بحياة الإنسان منذ تخليقه في رحم أمه إلى مماته، وحينما أحمل الهم الصحي في جازان، فذاك لأنني أرى الحقيقة ماثلة أمامي.
لقد كتبت الكثير عن الخدمات الصحية في المملكة إشادةً ونقداً.. لكنني لا أكتب النقد إلا بعد أن أعرض الملاحظات على المسؤولين، فإن وجدت تجاوباً اكتفيت، وإن لم أجد، فليس لي بُد من مخاطبة الرأي العام.
معالي وزير الصحة.. أكتب إليكم نيابة عن المواطن الذي لا يستطيع الاتصال بكم ليحدثكم عن مسألته مهما بذل في سبيل ذلك من محاولات (ولكم أن تسألوا مدير عام مكتبكم الأستاذ سعد المفرح) كما أنه ليس بإمكان كل مواطن السفر إلى الرياض لطلب مقابلتكم، أو مقابلة من ينوب عنكم، وكذا من يبعث إليكم إيميلاً لا يجد من يرد عليه؛ ولمعاليكم مساءلتي عما تقدم لأتحمل مسؤولية ما أقول.
أما ما أود قوله عن جازان: فإنها تشهد تطوراً هائلاً، بدأ مع الزيارات المباركة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله- يحفظه الله- ومع تقليده سمو الأمير محمد بن ناصر مسؤولية إدارة نهضتها؛ ولولا ذاكرة التاريخ لَكُنّا أُنْسِينا كيف كانت جازان قبل بضع سنين وما هي عليه اليوم، فالنمو السكاني في تزايد مستمر والمشاريع في سباق مع الزمن، ومنها المشاريع الصحية التي تحتاج إلى مشاركة معاليكم فرحتنا بما تم إنجازه، أو ما يحتاج منها إلى دعمكم الذي لا غنى لنا عنه؛ ولأجل ذلك وغيره نود زيارتكم.. فلقد كتبت كثيراً عن جوانب القصور التي أضرت بالخدمة الصحية المقدمة للمريض في أكبر مستشفى في المنطقة- مستشفى الملك فهد المركزي- وتحملت لأجل ذلك الكثير، وسأستمر- إن شاء الله تعالى- في أداء رسالتي الصحفية مهما كانت المعاناة في سبيل خدمة المريض؛ فطالما أن العمل الصحي أمانة فإن العمل الصحفي كذلك، وإنْ كان قد بلغ السيل- في مستشفى الملك فهد- الزبى.. لكنني لا أتوقع أن أدفع هذه المرة ثمن كلمتي، في ظل تفهمكم، والتفهم الذي لمسته في سعادة مدير عام صحة جازان، وبعض المسؤولين تجاه دور الإعلام في إنجاح العمل الصحي؛ فشكراً لكم جميعاً.
قلتُ:
العدلُ لا تحجبه الأزمان ولا المسافات.