لم يشأ وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال مؤتمره الصحفي أول من أمس، والذي خصصه للرد على الأوروبيين بشكل خاص، أن يتناول الموقف التركي إلا من زاوية "الحرص على أفضل العلاقات مع أنقرة"، ولكن تطورات الأمس بين الجانبين كانت ملفتة لجهة خطورتها على مستقبل العلاقات بين البلدين.

فما تبشر به الأنباء الواردة من جهتي الحدود لا تدعو للاطمئنان، بعد أن أصبحت الدبابات السورية على بعد 500 متر من الحدود، والذي سبقها قرار رئاسي بنقل السفير السوري في أنقرة إلى الإدارة المركزية في دمشق.

فهل وصلت الأمور بين البلدين إلى حافة الانفجار العسكري؟

ما نتمناه أن لا تتدهور الحالة إلى هذا الدرك، خاصة وإننا كمواطنين، راهنا كثيرا على التقارب بين الدولتين في مرحلة سابقة باعتبار أن ما يجمع بينهما أكثر مما يفرق، وهو عنوان يشد إليه كل المتطلعين إلى تشكيل محور مواجهة مع الأطماع الإسرائيلية في المنطقة، ويكف عنها تدخلات الدول الغربية الأخرى.

فرابطة الدين والجغرافيا والترابط العائلي والمصالح المشتركة، تجعل من أي تفكير بالوصول بين البلدين إلى مستواه العسكري، انتحارا ليس للدولتين وإنما للمنطقة بأسرها، سيما وأن أي احتكاك بين الجانبين سينفض الغبار عن ملفات كثيرة، ربما تخطاها الزمن من أبرزها تركة سايكس ـ بيكو وضم لواء اسكندرون إلى تركيا، والعودة إلى مشكلة تقاسم مياه نهر الفرات، ناهيك عن ملف حزب العمال الكردستاني.