اعتراف رؤساء مؤسسات إعلامية وإعلاميون بتقصيرهم تجاه الجمعيات التعاونية، ودعوا إلى إطلاق قناة فضائية للتعريف بالجمعيات التعاونية.
وفي مناقشة خلت من أوراق العمل دار الحديث بين الحضور والمشاركين في جلسة بملتقى الجمعيات التعاونية أمس كان عنوانها "دور الإعلام في خدمة التعاونيات"، وترأسها رئيس تحرير صحيفة عكاظ سابقا الدكتور هاشم عبده هاشم وشارك فيها رئيس تحرير "الوطن" سابقا جمال خاشقجي، وغاب عنها المتحدث الثالث مدير تحرير صحيفة الحياة بالمملكة جميل الذيابي وحضر عوضا عنه هاشم جحدلي، اعترف المشاركون من الإعلاميين بوجود فجوة بين الإعلام والعمل الاجتماعي وأن هناك أزمة بين الإعلام والعمل التعاوني.
واختتمت الجلسة بدعوة المشاركين في النقاش وسائل الإعلام بأن تقوم بدورها في التعريف بثقافة العمل التعاوني وأهميته وأدواره بهدف تعميم الفائدة بين الجميع، ودعوا إلى فكرة دراسة إطلاق قناة فضائية خاصة بالعمل التعاوني، وكذا تبني فكرة زاوية خاصة في الصحف الورقية تعرف بالعمل التعاوني. وشدد الإعلاميون على ضرورة تفعيل وسائل الإعلام بما فيها الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية وتوظيف وسائل الاتصال لخدمة العمل التعاوني والتعريف به.
إلى ذلك أوضح عميد كلية المجتمع بجامعة الملك عبد العزيز الدكتور عبد الإله ساعاتي لـ"الوطن" أن هناك فهما مبهما لدى المجتمع حول اختلاف أدوار الجمعيات التعاونية والجمعيات الخيرية، يعرقل مسيرتها ويعتبر أهم السلبيات التي تواجه إنجاز الجمعيات التعاونية، وفيما الاثنتان تستهدفان العمل الخيري للمجتمع وتخضعان لإشراف وزارة الشؤون الاجتماعية، تحصل التعاونية على دعم مالي ذاتي من المساهمين، أما الخيرية فتحصل على دعم خيري.
ودعا على هامش الملتقى إلى إنشاء إدارة عامة للإعلام الاجتماعي ضمن الهيكل التنظيمي لوزارة الشؤون الاجتماعية يعمل على تنوير المجتمع بدور الجمعيات وأهمية المشاركة في الأعمال التعاونية والخيرية والتطوعية.
وقلل ساعاتي " مازال دور الجمعيات التعاونية محدودا، وأتمنى أن يرتفع الوعي بأهمية دورها الذي يعتبر مكملا لدور الأجهزة المعنية التابعة للدولة، وكلما أصبح لها دور فاعل عكس ذلك التطور والدور الحضاري في المجتمع، ومستوى المشاركة المجتمعية مع الدولة في تقديم الخدمات المختلفة لمن يحتاجها في المجتمع.
من جهته انتقد رئيس الجمعية التعاونية الزراعية المهندس حمود الحربي، الوزارات الإشرافية في عدم دعمها للجمعيات التعاونية، مرجعاً ذلك إلى الفهم المبهم حول الجمعيات التعاونية لدى المجتمع والجهات الرسمية، مؤكدا أن العمل التعاوني انطلق في المملكة من العمل التعاوني الزراعي ولذلك فإن وزارة الزراعة كانت هي المتحمسة واستصدرت الكثير من القرارات الوزارية حول نشاطات الجمعيات التعاونية، ولكن باقي الوزارات والجمعيات الأخرى غير المرتبطة بالنشاط الزراعي لم تصدر لها تعاميم داعمة أو نظما ولا آليات، حيث إن كل جمعية لها جهة إشراف، فيما الإشراف الإداري من وزارة الشؤون الاجتماعية، أما الإشراف الفني فيكون من الوزارة التي تتبع لها الجمعية.
واعتبر نائب رئيس جمعية النحالين بالمدينة المنورة صالح سليمان النجار، البيروقراطية وعدم الوعي لدى المنفذين في الإدارات الحكومية أهم المعوقات والسلبيات التي تواجه الجمعيات التعاونية.
من جانبه طالب رئيس الجمعية التعاونية لوادي فاطمة عون البركاتي، وزارة الشؤون الاجتماعية بتقييم أداء الجمعيات التعاونية وعمل حوافز للجمعيات الفاعلة بتكريم المميزين في إداراتهم، معتبرا ذلك حافز للآخرين للعمل والتنافس للجودة في خدمة المواطنين المساهمين في الجمعية.