فيما تبادلت أمانة جدة وهيئة الطيران المدني تهمة تأخير نقل نحو مليوني طن من المخلفات والنفايات المطمورة بمطار الملك عبدالعزيز إلى المردم الجديد، تلاحق الانبعاثات والروائح الكريهة المنبعة من هذه النفايات سكان حي المروة المجاور وغيره من الأحياء القريبة الأمر الذي أجبر بعضهم على ترك منازلهم وامتناع البعض الآخر عن تشغيل المكيفات. كما تسببت تلك الروائح في إدخال 3 أطفال إلى مراكز صحية بالحي إثر تعرضهم لضيق تنفس ومشكلات صحية.

وكشف مدير مستوصف المروة "الخاص" عبد الرحمن السهلي لـ"الوطن" عن استقبال مستوصفه الواقع بالحي المجاور للمطار 3 حالات ضيق تنفس لأطفال صغار من ساكني الحي إثر تعرضهم لاستنشاق هذه الروائح.

وأوضح أن روائح هذه المخلفات قد تكون سامة، كونها بقيت مطمورة تحت الأرض لأكثر من 30 عاما، وأنه تم بعثها من جديد، وأن روائحها بدأت تتزايد في الآونة الأخيرة، وطالت عدة أحياء سكنية مجاورة للمطار.

وقال مسؤول بالإدارة العامة للنظافة في أمانة جدة إن اتفاقا أبرم قبل أكثر من 3 أشهر بين الأمانة وهيئة الطيران المدني، يقضي بأن تخصص الأمانة خلية واسعة في مردم النفايات الجديد بشرق جدة لصالح هيئة الطيران المدني، على أن تقوم الثانية بتجهيز هذه الخلية وفق مواصفات خلايا مرادم الأمانة، ومن ثم تقوم بنقل كافة النفايات المطمورة من داخل حرم المطار إلى الموقع الجديد في المردم. وأكد المصدر أن فريقا متخصصا من الأمانة عاين هذه النفايات، وقدرها بقرابة مليوني طن من مخلفات بناء المطار قبل 30 عاما.

وأوضح أن الأمانة انتهت مهمتها في هذا الشأن بتسليم موقع المردم الجديد لهيئة الطيران المدني، وأن الهيئة هي المسؤولة عن تأخر نقل النفايات، وأن لديها شركات خاصة لتنفيذ هذه المهمة، وأن الأمانة لا علاقة لها بهذا التأخير.

من جانبه، كشف المتحدث الإعلامي بهيئة الطيران المدني خالد الخيبري عن أن الهيئة بدأت في مهمة إعادة طمر هذه النفايات لحماية السكان من روائحها، وأن الأسبوع المقبل سيشهد انتهاء أعمال طمر النفايات.

وأكد أن أمانة جدة سبق أن أبلغت الهيئة بعدم قدرة المردم الحالي للنفايات على استيعاب هذه المخلفات، وأن الهيئة تسلمت موقعا جديدا من الأمانة، وقامت بتهيئته ليكون مردما لهذه النفايات، وأنها في انتظار ما يردها من الأمانة بشأن هذا المردم، والاشتراطات التي ترغب الأمانة توفرها فيه. وقال إنه عند ورود رد الأمانة ستقوم الهيئة بنقل كافة هذه المخلفات للمردم الجديد.

من جانبهم، طالب متعب الغامدي، عبد الله الحربي، وعبد الله الجعيد من سكان الحي بمحاسبة الجهة المسؤولة عن هذه النفايات، وتركها تحت الأرض حتى أصبحت قنبلة موقوتة، مؤكدين أن الروائح بدأت تضايقهم في منازلهم، وتسببت في حالات مرضية لأطفالهم، خصوصا أن روائحها تتزايد في فترة الصباح التي تشهد خروج الأطفال لمدارسهم.

وأوضحوا أن المشاريع وأعمال الحفر التي يشهدها المطار تسببت في انبعاث النفايات، وانتشار روائحها في عموم الأحياء المجاورة، وأجبرت بعض السكان على مغادرة منازلهم بسبب شدة هذه الروائح التي تتزايد بصفة يومية خلال أعمال الحفر التي تنفذها الشركات العاملة بالمطار.