أرجعت صاحبة مدارس "رواد الصرح" في بريدة، التي طبقت مؤخراً آلية تدريس البنين في الصفوف الأولية في المرحلة الابتدائية من قبل معلمات؛ أسباب سكون عاصفة الاحتجاجات والاعتراض على الخطوة إلى اتضاح الرؤية والصورة كاملة عند المعترضين على مشروعها. وقالت صاحبة المدرسة فاطمة الغفيص: إن ما أثير حول اختلاط الطلبة والطالبات يعود إلى الجهل بالنظام وعدم التثبت والتأكد من طبيعة العمل داخل المدرسة، مستغربة من حملة الاستنكار التي وجهت لها منذ انطلاقة العام الدراسي الجديد. مشيرة، أن تدريس الصفوف الأولية للبنين من قبل معلمات يأتي تماشياً واستيفاء للمتطلبات النظامية التي حددتها وأوضحتها وزارة التربية والتعليم.

وذكرت في حديثها لـ"الوطن" أنها تلقت سيلاً من الاتصالات الهاتفية المعترضة على تلك الخطة، وأن أغلب المتصلين تنتهي مكالماتهم معها بشكل ودي، بعد أن تتضح لهم طبيعة العمل داخل المدارس، مؤكدة على أن من يقوم بتدريس البنين معلمات يظهرن بزي محتشم أمام البنين الذين لم يتجاوزوا سن العاشرة، وفقاً للزي المعهود في جميع مدارس البنات في المملكة، وبعلم وموافقة من قبل ولي الأمر عند تسجيله لأبنائه وبناته في المدرسة.

وعن فكرة تمكين تدريس البنين من قبل المعلمات وسبب خوضها تلك التجربة، ذكرت الغفيص، أن ذلك يتوافق كثيراً مع رغبات الأمهات وأولياء الأمور، بحيث تكون الأم ولظروف معينة هي من يتولى تربية وتعليم الطفل، وهذا ما يمكنها ويساعدها من الحضور للمدرسة والمكوث مع المعلمات والبقاء داخل الفصول مع أبنائها والوقوف على مستوى تحصيلهم.

وأضافت الغفيص، إن المدرسة اتخذت كافة الإجراءات الإنشائية والمعمارية التي تضمن استقلالاً تاماً بين البنين والبنات في الفصول والفناء وعند ممارسة الألعاب والأنشطة المدرسية المختلفة التي كان آخرها الاحتفاء باليوم الوطني للمملكة من قبل الطلاب في المدرسة. مؤكدة، أن هؤلاء التلاميذ أطفال، وهم في سن سمح لهم المجتمع فيه بالتواجد بين النساء في أماكن الترفيه وقاعات الأفراح، والمناسبات العائلية والاجتماعية.

وعن أغرب الاتصالات المعترضة، ذكرت الغفيص أنها تلقت اتصالاً من خارج المملكة من رجل يتحدث بلغة عربية ركيكة ومكسرة، معترضاً على ما أشيع وقرأه في بعض الصحف المحلية والمواقع الإلكترونية، من تمكينها من اختلاط الطلاب والطالبات في تلك المدارس، وانتهت المكالمة بينهما باعتذار من قبل المتصل بعد أن اتضحت الصورة الحقيقية له، نافية أن تكون قد تلقت تهديدات مزعجة.