رغم إحجام مربي الماشية عن الشراء ولجوئهم إلى بدائل أخرى واصلت أسعار الشعير صعودها لتصل إلى مستوى لم يسبق له مثيل منذ 3 سنوات، إذ وصل سعر الكيس الواحد إلى 55 ريالا، وسط مخاوف من إمكانية تجاوزها حاجز الـ 60 ريالا خلال الأيام القليلة المقبلة.

وأبدى موزعون في سوق الشعير عدم ارتياحهم من الارتفاع المتتالي للأسعار، مطالبين بضرورة إيجاد الحلول العاجلة لتفادي هذه الأزمة.

وعبرت اللجنة الزراعية بغرفة الرياض عن مخاوفها من استمرار ارتفاع أسعار الشعير في السوق المحلية، وما له من تأثيرات سلبية على مربي الماشية المحليين، وقالت في بيان حصلت "الوطن" على نسخة منه أمس إن تأثيرات الارتفاع لا تقتصر على نشاط الأعلاف وتربية الماشية فقط، بل تمتد إلى سلع إستراتيجية أخرى لها علاقة مباشرة بالمستهلك مثل: الدقيق، والبطاطس، مؤكدة لجوء" بعض مربي الماشية إلى استخدام الدقيق والبطاطس كأعلاف للماشية".

وأشارت اللجنة إلى " ضرورة إحداث تغيير في سياسة استهلاك ودعم الشعير من خلال الشروع في التطبيق التدريجي للخطة الوطنية للأعلاف التي تهدف إلى إحلال الأعلاف المركبة محل الشعير تدريجياً، وذلك من خلال إيضاح آليات تطبيق الخطة ومراحل تطبيقها، مع الأخذ في الحسبان تقليص الإجراءات البيروقراطية والروتين في تنفيذ الآليات الجديدة الخاصة بتحديد وصرف الإعانات".

ودعت اللجنة إلى أهمية إشراف جهة واحدة فقط على تطبيق الخطة الوطنية للأعلاف بموجب الآليات الجديدة التي من الضروري أن تشترك في وضعها جميع الأطراف المعنية بهذا الموضوع.

وأكدت اللجنة الزراعية على ضرورة تقديم الدعم لمصانع الأعلاف المركبة وحثها ومساعدتها على الإنتاج بطاقتها القصوى ودعم خططها التوسعية وتمويل إقامة مصانع جديدة، مع حسم موضوع تحديد أي صناديق التنمية الحكومية المسؤولة عن تمويل هذا النشاط.

واستعرضت اللجنة خلال اجتماع لها يوم السبت الماضي ارتفاع أسعار الخضار محلياً، وأرجعت ذلك إلى نقص الكميات المعروضة في السوق نتيجة لانخفاض كميات الإنتاج المحلي من المزارع المكشوفة في هذا الصيف بسبب شدة الحرارة وانخفاض الكميات المستوردة إلى المملكة وزيادة الكميات المصدرة من الإنتاج المحلي إلى الدول المجاورة لارتفاع الأسعار في أسواق تلك الدول مقارنة بالمملكة، وقالت"لهذا فإن هذا الوضع هو حالة طارئة مرتبطة بالمناخ وظروف الأسواق الوقتية وسيزول قريباً".

من جهة أخرى أوضح مدير مؤسسة "المرزوقي لبيع وتوزيع الأعلاف" سعد المرزوقي لـ"الوطن" أن أسعار كيس الشعير الأسترالي تباع على مربي الماشية في العاصمة الرياض أمس عند سعر 55 ريالا، في حين يباع الكيس الأوروبي عند مستويات 52 ريالا.

وأشار المرزوقي إلى أن الأسعار الجديدة تعد هي الأعلى منذ 3 سنوات مضت، وقال "قبل نحو 3 سنوات بلغت أسعار الشعير مستوياتها الحالية، ولكنها لم تدم سوى عدة أيام قليلة قبل أن تبدأ في تراجعها مجددا".

وحذر المرزوقي من إمكانية بلوغ الأسعار حاجز الـ 60 ريالا خلال الأيام القليلة المقبلة، كما أبدى محمد إسماعيل وهو موزع في سوق الشعير المحلية مخاوفه من مواصلة ارتفاع أسعار الشعير،

من جهة أخرى، اعتذر وكيل وزارة الزراعة المهندس سعد الفياض عن الإدلاء بأي تصريح للصحفيين أثناء افتتاحه أمس المعرض الزراعي في الرياض، معللا ذلك بعدم علمه بأي معلومات تتعلق بالزراعة سوى ما يخصه في جانب الثروة السمكية.

وقال الفياض "ليس لدي أي معلومات تتعلق بأمور الزراعة وأنها ليست من اختصاصي وأنا وكيل الوزارة للثروة السمكية وليس عندي أي معلومات زراعية لكي أدلي بها"، فيما حاول الصحفيون مرة أخرى بعد الانتهاء من جولة الافتتاح الحصول على تعليق حول المنتجات الزراعية المحلية والمستوردة إلا أنها باءت بالفشل.

وافتتح الفياض نيابة عن وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم فعاليات المعرض الذي يستمر حتى الغد بمشاركة 300 شركة محلية وأجنبية، ويسلط الضوء على مجموعة متنوعة من فرص الأعمال المتاحة في القطاع الزراعي الذي يشهد نموا سنويا يصل إلى 8%.