ميدان التحرير بمصر لم يعد به سوى ثلاثة ثائرين، ولكنهم (في الميدان) بقناة اسمها التحرير، وهنا المقاربة والبعد أيضاً (في الميدان) برنامج يتناوب على تقديمه ثلاثة مذيعين يجمعهم سيل الكلام والهواء البارد من مكيفات الأستديو والماء البارد والأجر الضخم البارد أيضاً وتفرقهم المزايدات والطموح حسب مؤشرات المآل والخطوة القادمة!
الأول: إبراهيم عيسى، صحفي ذو كاريزما نضالية طوال الوقت ببنطال (لاري كنج) وفوقية لا تبعد كثيراً عن أنفه ربما هي نظارته!!
من أساسيات طرحه التطرق للسعودية سواء بصحيفة الدستور أو ببرنامجه هذا، ويقول في إحد حلقاته مهاجماً التيار السلفي بمصر (لا نريد مصر وطناً فيه هيئة أمر بمعروف ولا مطوعّين مثل السعودية)!!
الثاني محمود سعد، مذيع ونجم معروف ركب حصان الثورة من قناة الحكومة لقناة التحرير، ولأن استعادة مصر لدورها مرهونة بذم السعودية لديه، يلوم في مزايدة رخيصة حكومة بلاده كيف لها أن تقبل مساعدة السعودية لمصر بأربعة مليارات دولار، ويدعو أغنياء مصر لجمع هذا المبلغ وطرح مبادرة لذلك ليعيدوها للسعودية!
الثالث بلال فضل، مثقف وسيناريست، لخص مصر (زميليه) في مسلسل كتبه رمضان الماضي اسمه (أهل كايرو)!!
الملاحظ بشكل غريب هو رغبة هؤلاء المستميتة وغيرهم في عزل مصر..عن الآخرين، والآخرون نحن!
مصر أم الدنيا والكل يدين لها بالولاء تجاه دورها الحضاري الكبير للعرب، وما تقدمه من فضل مكانه القلب، وليس لأحد أن يتعالى بذاته علينا من باب ثورة ليس له فيها سوى استغلال الفرصة لحياة رغيدة تتبنى للمطحونين طحن الكلام فقط!
-لإبراهيم عيسى "قل ما شئت عنا، فلست إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، فلو ناقشناك أو تركناك ستظل تلهث كما أنت دائماً قبل الثورة وبعدها"!
-ولمحمود سعد "ما دمت تشتم أباك في كل لقاء يتم معك فلا ننتظر منك البر في الحديث عن أحد!".
-ولبلال فضل "ماذا غير النكد وسير اللصوص في ربيع أهل كايرو..؟"!
قبل الثورة، كانت برامج (التوك شو) المصرية ثرثرة وثروة لمذيعيها برعاية النظام...
اليوم ذات البرامج والجديد منها ثروة وثرثرة وبرعاية لا تريد أي نظام!