الواقعة التي رواها الشيخ محمد الغزالي في أحد كتبه حين استنكر عليه أحد تلامذته في جامعة أم القرى سماع أم كلثوم ، انتهت بإقرار الشيخ بإباحة الغناء الذي ليس فيه فحش أو ما يثير الشهوة فقال لتلميذه أنا أسمع أم كلثوم وهي تغني قصيدة أحمد شوقي الشهيرة " ولد الهدى فالكائنات ضياء ... وفم الزمان تبسم وسناء " وهذا الغناء مما يرقق القلب ، كما قال الشيخ.

اليوم تعود القضية التي لم تمت يوماً ، فالشيخ القرضاوي مثله مثل ملايين المسلمين شده صوت فنان العرب محمد عبده في ابتهالاته الرمضانية ، ولو كان هناك من ينصف الفنان لقال إنه أعذب ما غناه في حياته، لقد كان صوته عميقاً ومؤثراً وصادقاً ، وهذه صفات قلما نجدها في أي أغنية .في موقع حوار وتجديد http://www.hiwart.net/news-action-show-id-9119.htm نقرأ تقريراً عن موقف الشيخ القرضاوي من هذه القضية ، فقد قال القرضاوي عبر برنامج "الشريعة والحياة" على قناة الجزيرة الفضائية إنه "لا مانع من غناء المرأة إذا التزمت بضوابط الغناء الشرعي". مستشهداً بالنبي عليه الصلاة والسلام الذي أقرّ غناء جاريتين كانتا تغنيان في بيت عائشة، بينما انتهرهما سيدنا أبو بكر قائلا "مزمار الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم"، فقال له الرسول: "لا، دعهما".

وأجاز الشيخ يوسف القرضاوي الاستماع إلى الغناء ما دامت موسيقاه لائقة بالغناء، والمعنى تقبله الشريعة والأخلاق الإسلامية، وما دام تأثيره جيداً على المشاعر والوجدان، وقال إنه شخصياً يسمع في قناة "الرسالة" وقناة "اقرأ" مستشهداً بغناء الفنان السعودي محمد عبده لنشيد "طلع البدر علينا ، الذي كان له تأثير بالغ عليه.

وأوضح القرضاوي أنه يسمع بعض هذه الأشياء ويتأثر بها وفيها موسيقى لطيفة، أما موسيقى الهيبيز وما يماثلها فبيّن أنه لا يجيزها أي إنسان متدين، وكذلك الموسيقى المشتهرة مع أغنية معينة تثير الغرائز، وإنما الموسيقى المناسبة فهي الهادئة ذات التأثير الجيد على المشاعر والوجدان.

وقال القرضاوي: "أول ضوابط الغناء أن يكون المعنى ملائماً؛ فيجب أن تقبله العقيدة الإسلامية والشريعة الإسلامية والأخلاق الإسلامية؛ فلا تتغني مثلا بشعر أبي نواس: دع عنك لومي فإن اللوم إغراء..................وداوني بالتي كانت هي الداء" أو بشعر شوقي:" رمضان ولى هاتها يا ساقي ............. مشتاقة تسعى إلى مشتاق"

وأوضح القرضاوي أن ثاني الشروط ألا يكون الغناء بطريقة مثيرة، واستشهد بأغنية "ست الحبايب " لفايزة أحمد، مفيداً بأنه لا مانع شرعياً فيها، وهو شخصياً لا يفتن عند سماعه لها، بينما في المقابل هناك أغان تثير الغرائز بطبيعتها.