لفت أطول رجل باكستاني أنظار المواطنين والمقيمين إليه عندما دخل مجمع الفناتير التجاري في مدينة الجبيل الصناعية مساء أول من أمس برفقة صديقه الباكستاني طلعت، حيث تجمهر زوّار المجمع حوله قرابة الساعتين لالتقاط الصور معه، فيما كانت الدهشة تكسو وجوه البعض، والذين لم يتوانوا عن تسبيح الله.
ويسعى الباكستاني إيجاز أحمد (28 عاماً) إلى الدخول في موسوعة جينيس للأرقام القياسية للحصول على لقب أطول رجل في العالم في العام القادم، حيث يبلغ طوله مترين و55 سنتيمتر، ومقاس قدمه 22 إنشاً، بعد أن فشل قبل عامين في الدخول إلى الموسوعة كون جسده غير لائق طبياً بسبب تعرضه لحادث سيارة قبل 10 سنوات واضطر لإجراء عملية غير ناجحة في ساقه.
ويقوم "إيجاز" بجمع المال من خلال سماحه للأشخاص بالتقاط الصور معه. قائلاً إنه يسعى بذلك إلى إعادة بناء قريته الفقيرة في باكستان التي دُمّرت مبانيها من جراء السيول التي عصفت بباكستان مؤخراً، وشردت الملايين، وقتلت مئات الآلاف. مشيراً إلى أنه يتطلع إلى مساعدة أهالي القرية في بناء المدارس لأطفالهم كونه لم يتمكن من الحصول على التعليم بسبب الفقر.
وفي حديث خاص مع "الوطن" أوضح "طلعت" أن صديقه "إيجاز" لا يُجيد إلا لغته المحلية فقط، ولذلك كان الحديث مع صديقه، حيث أشارإلى أن "إيجاز" يعتنق الإسلام ونشأ في عائلة فلاحين فقيرة بين 13 طفلا، وهو الابن البكر للزوجة الثانية لوالده، ولم يتمكن من الحصول على التعليم حيث اكتفى بتعلّم القرآن بطريقة الكتاتيب.
وعن طوله المعجزة، قال "طلعت" إن "إيجاز" عاش طفولته الأولى كأي طفل طبيعي ولكن طوله بدأ يزيد بشكل متسارع منذ عمر 12 سنة، مما شكّل صعوبات كثيرة واجهها من حيث عدم تناسب منزل أهله مع حجم جسمه حيث اضطر أهله لبناء غرفة خاصة له ودورة مياه تناسب طوله، وأضاف أن "إيجاز" يرغب في البحث عن زوجة من قريته مشيراً إلى أنه يرغب أن تكون امرأة طبيعية.
وذكر أن مشاعر "إيجاز" تجاه نفسه تتأرجح بين السعادة أحياناً كونه محط أنظار من حوله، وأحياناً يشعر بالأسى من جراء الصعوبات التي يواجهها عند ذهابه للأماكن العامة وعدم قدرته على استخدام مرافقها كما يستخدمها الناس الطبيعيون، مشيراً إلى أنه عانى كثيراً من حضور الشرطة إليه عندما يوقفه الناس في الطرقات ويتجمهرون حوله للتصوير معه، مؤكداً أنه يصطحب كرسيه الخاص الذي أحضره من ماليزيا معه أينما ذهب.
وعن أحلامه قال إنه يحلم ببناء مدرسة في قريته الفقيرة والقدرة على الاهتمام بصحته التي تدهورت كثيراً بعد حادث السير الذي تعرض له.
وبيّن "طلعت" أن هذه هي الزيارة الثانية لـ "إيجاز" إلى السعودية، حيث يؤكد أن مكة هي أحب البقاع إلى قلب "إيجاز" وقد زارها قبل 6 سنوات، لأداء العمرة.
مشيراً إلى أنه أنهى شعائر العمرة قبل أسبوعين، وسيغادر الجبيل بعد أسبوع متجهاً إلى الرياض. وأضاف أن "إيجاز" سبق أن زار جنوب إفريقيا وماليزيا والفلبين وبروناي والإمارات والبحرين.